تفاقم المخاوف من انفجار الصراع العسكري في تايوان
أمر الرئيس الصيني "شى جين بينغ" جيش التحرير الشعبي الصيني برفع حالة التأهب العسكري، في حال طلبت رئيس تايوان "تساي إنغ ون" دعماً دولياً للدفاع عن النظام الحاكم في الجزيرة، وسط تجدد مطالبة الحكومة الصينية بإعادة توحيد تايوان مع الصين الشعبية.
وجاءت تصريحات "شي" خلال اجتماع مع كبار المسؤولين من اللجنة العسكرية المركزية، فوفقاً لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" «يجب على جميع الوحدات العسكرية أن تفهم بشكل صحيح الاتجاهات الرئيسية للأمن القومي والتنمية وأن تعزز إحساسها بالصعوبات والأزمات والمعركة غير المتوقعة».
ويأتي ذلك بعد أيام فقط من إعلان الرئيس الصيني أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، ودعوته إلى توحيد الإقليمين، مع احتفاظها بحق استخدام القوة لجعل الجزيرة الخاضعة للحكم الذاتي تحت سيطرة بكين.
من جهتها أدانت الرئيسة التايوانية "تساي" تصريحات "شي"، ورفضت اقتراح الرئيس الصيني بإقامة «دولة واحدة بنظامين»، وقالت "تساي" للصحفيين في تايبيه: «نأمل أن يأخذ المجتمع الدولي الأمر بجدية ويمكنه تقديم الدعم ومساعدتنا، فهناك دولة ديمقراطية تتعرض للتهديد، وقد يتعين علينا أن نسأل من البلد الديمقراطي القادم بعد تايوان الذي سيتعرض لتهديدات مشابهة، إذا لم يتم التصدي لتهديد حكومة بكين بحزم».
وكان الرئيس الصيني "شي جين بينغ" ردد نفس فحوى التصريحات والشعارات في آذار الماضي، خلال المؤتمر الشعبي الوطني، وفي تحذير غير مباشر لتايوان، قال "شي": «إن أولئك الذين يرغبون في تقسيم الصين سيكونون محكومين بالفشل، وسوف يواجهون عقاب التاريخ».
وأصبحت تايوان جزيرة تتمتع بالحكم الذاتي في العام 1949 في أعقاب حربٍ أهليةٍ دامية، ذلك على الرغم أنها من الناحية النظرية لا تزال تحمل اسم جمهورية الصين، ويعتبر الزعماء الصينيون أن استعادة سيطرتهم على المقاطعة، من ضمن أولويات جدول أعمالهم، ذلك منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية قبل حوالي 70 عاما، بالمقابل ترفض تايبي رفضاً قاطعاً أن يحكمها الحزب الشيوعي الصيني من بكين.
وتصاعدت التصريحات الصينية تجاه النظام الذي يحكم الجزيرة منذ فوز "تساي" والحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال عن الصين في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وعلى الرغم من القلق بشأن احتمال حدوث هجومٍ عسكري على تايوان من قبل الجيش الصيني، وهو ما تفاقم بسبب المناورات العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة، يرى "ستيف ستانج" مدير معهد الصين للعلوم والتكنولوجيا في جامعة لندن في تصريح لمجلة "نيوزويك" العام الماضي، أنه من غير المرجح أن يشن جيش التحرير الشعبي الصيني هجومًا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترامب تضمن فيه بكين عدم تدخل الولايات المتحدة.
المصدر: خاص
شارك المقال: