«طبخة» الاتفاق النووي .. هل تنضج قريباً أم تحترق؟
مازال الملف النووي الإيراني الجديد "يُطبخ" على نار دبلوماسية ملتهبة، لكن لا يبدو أنه سينضج قريباً، رغم المفاوضات التي عقدت فيينا منذ مطلع نيسان 2021، من أجل التوصل إلى صيغة اتفاق ترضي إيران والولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق الموقع عام 2018، على يد رئيسها السابق دونالد ترامب، والذي سارع مباشرة إلى فرض عقوبات على طهران حينها.
التصريحات حول اللقاءات تعكس ضبابية المشهد بخصوص المحادثات، فإيران مازالت متمسكة برفع العقوبات عنها للعودة إلى الامتثال لشروط الاتفاق النووي، وواشنطن تارة تدعي الدبلوماسية، وتارة أخرى تتحدث عن السيناريوهات التي ستعاقب بها طهران إن واصلت اقترابها من امتلاك السلاح النووي.
مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أكد أن بلاده مصممة على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، محذراً من اقتراب الموعد النهائي لمحادثات فيينا، قائلاً إن «الوقت قصير جداً ومجرد أسابيع وليس شهوراً»، مشيراً إلى أن مناقشة "إسرائيل"، بالسيناريوهات الدبلوماسية المحتملة مع طهران.
بدورها، الخارجية الإيرانية أعلنت عن وجود اختلافات مهمة في محادثات فيينا النووية، معربةً عن قلق إيران من بطء المفاوضات.
وقال محمد مرندي المستشار بالوفد الإيراني في المفاوضات، إنه «رغم تصاعد الحديث عن انحسار الخلافات والوصول لمرحلة حاسمة، فما زالت هناك خلافات عالقة، وأن الحديث عن بلوغ المفاوضات مراحلها النهائية أمر سابق لوقته».
وتوقع مرندي أن تصل المحادثات إلى منعطفات صعبة قد تعرقل وصولها إلى النتائج المرجوة، كاشفاً أن بلاده غير راضية عما توصلت إليه مفاوضات فيينا، ومازالت تصر على تنفيذ كامل للاتفاق النووي وضرورة رفع جميع العقوبات مرة واحدة.
أما بخصوص النقاط الخلافية الرئيسة، أشار مرندي إلى أنها تكمن في حجم العقوبات التي من المفترض على الولايات المتحدة رفعها، إضافة إلى التحقق من تنفيذ الأطراف الغربية التزاماتها في أي اتفاق محتمل، والحصول على ضمانات بشأن تنفيذه بالكامل.
إلا أن مصادر مطلعة على المحادثات، التي من المفترض استئنافها اليوم، تحدثت عن وجود إمكانية للتوصل إلى الاتفاق، لكن من منظور غربي قد يكون نطاقه محدوداً للغاية، وسينظر إليه على أنه مؤقت، وفق صحيفة "غارديان" البريطانية.
ومنذ مطلع شهر نيسان الماضي، انطلقت مفاوضات فيينا، بين إيران والولايات المتحدة بشكل غير مباشر بوساطة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، من أجل عودة واشنطن للاتفاق وامتثال طهران لشروطه.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: