تعرفوا على أضخم مركز اعتقال في "السعودية".. ؟!
منذ عدة أشهر، أجريت محادثات منتظمة مع فيصل ثار ثاكين، وهو طالب لجوء من مسلمي الروهينغا يبلغ من العمر 20 عاماً، احتُجز وفُصل عن والديه في مركز الشميسي السعودي سيئ السمعة منذ عام 2013، وفق ما ذكرته صحيفة Byline Times البريطانية.
«نُفضِّل أن نموت الآن بدلاً من أن نبقى هنا إلى الأبد أو نُرحَّل إلى ميانمار أو بنغلاديش»، هكذا أخبر ثاكين في أوائل أبريل/نيسان، عندما أوضح لي لماذا قرر هو وما يزيد على ألف معتقل من "الروهينغا" البدء في الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على احتجازهم لأجَلٍ غير مسمى، ولتعرُّضهم لتهديدات من السعودية بترحيلهم».
يُوصف "مركز الشميسي" للاحتجاز بأنه عبارة عن مجمع مترامي الأطراف يمتد على مساحة 2.5 مليون متر مربع، على الطريق السريع الذي يربط مدينة جدة بمدينة مكة المكرمة، وهو مصمم لاستيعاب أكثر من 30 ألف مهاجر غير شرعي، في انتظار ترحيلهم من المملكة.
تتدهور الحياة في مركز الاحتجاز السعودي من سيئ إلى أسوأ إلى مروع بالنسبة لما يقرب من ألف لاجئ من مسلمي "الروهينغا"، وأضحى مركز الشميسي وطنهم المؤقت الذي ينتظرون فيه مصيرهم المحفوف بالمخاطر.
ويقول ثاكين: «ننظم هذا الإضراب عن الطعام، كي تطلق الحكومة سراحنا وتمنحنا تصريح إقامة (وهو تصريح إقامة مؤقت يصدر للمواطنين الأجانب الذين يحملون تأشيرة عمل معتمدة مسبقاً)، وهو ما سيتيح لنا العمل في السعودية لتدبير أمور معيشتنا نحن وعائلاتنا».
وفي نهاية المطاف، أوقفت السلطات السعودية إضرابهم عن الطعام بعد أسبوعين من بدئه، ولكن بعد استخدامها لمجموعة من الأساليب، من ضمنها التعذيب، لإرغام اللاجئين المضربين على تناول وجباتهم.
ومع ذلك، لم يفلح الاحتجاج عن طريق محاولة التخلص من حياتهم، ولم تكتفِ السعودية بتبديد احتجاجاتهم، بل تتجاهل أيضاً دعوات الأمم المتحدة بمنحهم حق اللجوء، إذ يزعم المحتجزون داخل مركز الشميسي أنَّ عشرات من لاجئي الروهينغا أو نحو ذلك نُقلوا مُكبَّلي الأيدي إلى مطار جدة الدولي، لترحيلهم الفوري، في شهر مايو/أيار.
وبينما اجتذبت إساءة معاملة الولايات المتحدة للاجئين وطالبي اللجوء كثيراً من اهتمام وسائل الإعلام حول العالم، فإنَّ إساءة معاملة السعودية للاجئي الروهينغا تمضي على نفس قدر قساوة استراتيجية الرئيس ترامب لفصل الأطفال المهاجرين عن آبائهم.
بيد أنَّ السعودية أبدت مقاومة عنيدة لضغوط المجتمع الدولي، وضمن ذلك الأمم المتحدة، التي أعربت من خلال مُقررها الخاص عن إدانتها إساءة معاملة المملكة للاجئي الروهينغا، في يناير/كانون الثاني 2019، وهو الشهر نفسه الذي رحَّلت فيه السعودية أكثر من عشرة لاجئين إلى بنغلاديش.
وليس من المنطق على الإطلاق ترحيل الناجين من الإبادة الجماعية من مسلمي الروهينغا إلى بنغلاديش أو ميانمار؛ نظراً إلى أن هؤلاء اللاجئين ليسوا مسؤولية حكومة بنغلاديش، وفي الوقت نفسه لا تزال الإبادة الجماعية مستمرة في ميانمار.
المصدر: وكالات
بواسطة :
شارك المقال: