Friday March 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

طالبان وعقدة ولاية بانشير منذ السوفيات.. أحمد شاه هل ينقذ أفغانستان؟

طالبان وعقدة ولاية بانشير منذ السوفيات.. أحمد شاه هل ينقذ أفغانستان؟

في ظل سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، ونيتها بتشكيل حكومة في البلاد، لاتزال هناك منطقة واحدة خارجة عن سيطرتها تشهد مقاومة شعبية وهي ولاية بانشير القريبة على العاصمة كابل. 

جبهة المقاومة الوطنية في ولاية بانشير الأفغانية حذرت الدول الغربية من تداعيات هزيمة قوات الجبهة على يد حركة "طالبان"، إذ قال المتحدث باسم الجبهة، علي ميسم نظاري لمجلة "نيوزويك" الأمريكية إن «المقاومة المناهضة لـ "طالبان" في بانشير تعتبر الأمل الأخير للغرب في محاربته المجموعات الإرهابية في المنطقة».

وأضاف نظاري: «الحلفاء الآخرون للولايات المتحدة والعالم الغربي في هذا المنطقة، المستعدون لمحاربة الإرهاب الدولي هم المقاومة الوطنية في بانشير.. لذا ففي حال تكبد جبهة المقاومة الأفغانية الهزيمة النهائية فلن يبقى لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما حليف في أفغانستان، إذا اضطرت للعودة أو التدخل في البلاد بعد مرور عام أو فترة زمنية أخرى»، مشيراً إلى أن «الجبهة تفضل السلم على الحرب، لكنها لن تستسلم حتى تنفيذ شرطين، يقتضي الأول إنشاء دولة أفغانية "عادلة" تتعايش فيها جميع مكونات المجتمع، وذلك عبر إعادة بناء الدولة على أسس فيدرالية».

أما الشرط الثاني فأوضح المتحدث باسم الجبهة أنه «يكمن في التخلي عن قراءة للدين الإسلامي تتمسك بها حركة طالبان». 

طالبان وعقدة بانشير آخر ولاية في أفغانستان 

ادعت مصادر في "طالبان" مساء أمس الجمعة أن الحركة استكملت سيطرتها على عموم أراضي أفغانستان، غير أن "جبهة المقاومة الوطنية" بقيادة أحمد مسعود نفت صحة الأنباء عن سقوط بانجشير، واصفة إياها بأنها مجرد "الكذب والدعاية".

قبل التجهيز لخوض عملية عسكرية في الولاية، أعلن المتحدث باسم طالبان بأن الحركة تريد السيطرة على الولاية بشكل سلمي، لكنها خاضت عملية عسكرية داخل بانشير، ما أدى إلى تراجع الحركة بعد ووقعها بكمين من "جبهة المقاومة الشعبية"، وأصدرت "طالبان" لاحقاً بيانات تتناقض مع تصريحات مسؤوليها المذكورة، إذ أوضح المتحدث باسمها، بلال كريمي، على حسابه في "تويتر" اليوم أن الحركة تسيطر الآن على أربع مناطق في بانشير، وهي خنج "أهم منطقة من الناحية الاستراتيجية"، وعنابة (قرب مركز الولاية) وشتل وبريان. وأقر المتحدث بأن منطقة آبشار المهمة لا تزال خارج سيطرة "طالبان"، مشيرا إلى أن قوات الحركة تواصل تقدمها نحو مركز الولاية.

وأمس السبت أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي أن «واشنطن لا تنوي مساعدة قوات "جبهة المقاومة الوطنية" في مواجهتها لقوات "طالبان»، مشيراً إلى أن المهمة العسكرية للولايات المتحدة في هذه البلاد انتهت»، موضحاً «أن الولايات المتحدة احتفظت بحقها في "شن ضربات لمكافحة الإرهاب من الخارج في حال وجود ضرورة للرد على التهديدات للمصالح والأراضي الأمريكية». 

جماعة أسد بانشير التي رفضت الاستسلام لطالبان 

قبل 25 عاماً قاد أحمد شاه مسعود جبهة قوية ضد حركة طالبان وأفشل محاولاتها في السيطرة على بانشير، والآن يتصدى نجله أحمد للحركة التي عادت لحكم أفغانستان مرة أخرى عام 2021.

 كان مسعود أحد قادة المقاومة ضد السوفيات، ولعب دوراً كبيراً في إخراج السوفيات من أفغانستان، تحصن في وادي بانشير مما أكسبه لقب "أسد بانشير" كما لقب بـ "فاتح كابل، "أمير صاحب"، تمكن من عقد معاهدة مع السوفيات لوقف إطلاق النار لمدة سنة في وادي بانشير.

عام 1996 وبعد انهيار حكومة رباني واستيلاء طالبان على الحكم في كابل، أسس مسعود "تحالف الشمال" ضد الحركة التي كانت تجهز لهجوم ضد المناطق الباقية تحت سيطرة مسعود والمناطق الخاضعة لسيطرة عبد الرشيد دستم، منذ أيلول 1996 وحتى تشرين الثاني 2001، سيطر التحالف على أكثر من 40 بالمئة من الأراضي الأفغانية، إلى اغتيل مسعود في 9 أيلول 2001، أي قبل يومين فقط من تفجيرات 11 أيلول 2001 بالولايات المتحدة.

عاد النجل أحمد إلى أفغانستان عام 2016، واستمر في محاربة طالبان، وطلب من الغرب مساعدته في مواجهة الحركة، كما أسس حزباً سياسياً يطلق عليه "جبهة المقاومة الوطنية" وشكل جيب مقاومة في وادي بانشير، حيث تجمعت فلول القوات الحكومية وجماعات أخرى.

 

 

 

 

المصدر: وكالات

شارك المقال: