سيطرة إنكليزية بأيادٍ أوروبية
بقلم : وسام الحداد
حسمت أطراف نهائيات البطولات الأوروبية وحجزت إنكلترا كل مقاعدها لأول مرة في تاريخ أوروبا.
الجماهير الإنكليزية تغنت بإنجازها واعتبرته بداية احتلال أوروبا كروياً، وفتح صفحة جديدة للعودة إلى هيمنة إنكلترا.
لكن بنظرة دقيقة عن قرب قد نرى إن تلك الهيمنة صُنعت بأيادٍ أوروبية، فلولا دخول مدربين من خارج إنكلترا لما اجتمعت الأندية الإنكليزية في النهائيات الأوروبية.
نهائي دوري أبطال أوروبا
نهائي دوري الأبطال اعتبره البعض نسخة مصغرة عن نهائي كأس العالم المكرر ثلاث مرات بين الأرجنتين وألمانيا، نهائي مدربين فرضا اسميهما على الساحة الأوروبية والعالمية بين يورغن كلوب الألماني وبوتشيتينو الأرجنتيني.
يورغن كلوب خرج من ألمانيا بعد تدريب بروسيا دورتموند إلى ليفربول ليبدأ معه مسيرة التطور والصعود محليا وأوروبيا حتى وصل مع ليفربول إلى نهائي دوري الأبطال في النسخة الماضية والتي خسرها من ريال مدريد 3-1. أما بوتشيتينو بعد تجربته الأولى مع إسبانيول الإسباني توجه إلى إنكلترا في تجربة مع ساوثهامتون لموسم واحد وينتقل بعدها إلى توتنهام عام 2014 ويصل مع الفريق إلى أول نهائي له بالتاريخ.
في نظرة تاريخية للأندية الإنكليزية نجد أن آخر مدرب إنكليزي وصل إلى نهائي دوري الأبطال وفاز فيه هو مدرب ليفربول جو فاغان عام 1984 باعتبار أن كبير مدربي إنكلترا السير فيرغسون هو اسكتلندي وليس إنكليزياً وإذا شملنا المملكة المتحدة في جنسية واحدة فيكون السير هو آخر مدرب بريطاني وصل وفاز بدوري الأبطال عام 2008 أي قبل 11 عاما.
الكرة الإنكليزية التي سيطرت على أوروبا والعالم أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات القرن الماضي كانت صناعة إنكليزية خالصة، لم تتوقف إلا بعد الحرمان بحادثة ملعب هيسيل الشهيرة. فأين هي الآن تلك الكرة؟
لماذا لا ترى الكرة الإنكليزية تألقها إلا بأيدٍ خارجية؟ فهل من المعقول أن إنكلترا لا تستطيع بكل عظمة كرتها إظهار مدرب قادر على انتشال مخترعي كرة القدم كما فعل مات بوسبي في الستينيات أو مثل بوب بيسلي وبريان كلوف وجو فاغان في السبعينيات؟
الدوري الأوربي
الحال لا يختلف كثيرا في الدوري الأوروبي أيضا بالنسبة للكرة الإنكليزية فهذه النسخة الثانية التي تشهد نهائياً إنكليزياً صافياً بعد نسخة 1972.
فآخر مدرب إنكليزي وصل إلى نهائي الدوري الأوربي بنظاميه القديم والجديد كان مدرب فولهام عام 2010، وآخر مدرب إنكليزي فاز بلقب البطولة كان المدرب كيث بركينشاو مع فريق توتنهام عام 1984.
لنرى مجددا في البطولة التي تعتبر بطولة الصف الثاني، غياب وجود المدربين الإنكليز عن الألقاب فيها لأكثر من 30 عاما.
بطولة إنكليزية بالاسم وأوروبية بالفكر
كل من يتابع كرة القدم ويدخل في تفاصيلها يعرف ويدرك أن صانع أمجاد أي فريق وسبب نكسات أي فريق هو المدرب الذي يكون دائما الشماعة التي تعلق إنجازات وانتصارات الفريق عليه، ويكون هو كبش الفداء لأي نكسة أو هبوط في نتائج ومستوى الفريق.
في هذه الحالة هل يمكننا أن نقول بأن نهائي دوري الأبطال والدوري الأوروبي اللذين يجمعان أطرافا إنكليزية، هل يمكننا القول بأن إنكلترا احتلت أوروبا كرويا؟ أم أن أطرافاً أوروبية ألمانية وإسبانية وإيطالية وحتى أرجنتينية تتصارع على الهيمنة الأوروبية بأدوات تبدو خارجيا إنكليزية.
إنكلترا لن ترى مجدها الكبير سوى بخروج مدرب إنكليزي بحت حفيد بوسبي وبيسلي يسيطر فيها على أوروبا وتكون سيطرته حقيقية وطويلة كما فعلها ليفربول سابقا، وكما تقال بالعامية ((لن يحك جلدك سوى ظفرك)) فهل ستستمر هذه السيطرة لزمن طويل أم إنها ستكون آنية تنتهي قبل أن تنتهي أفراح محبيها بها؟
شارك المقال: