سوريا والإمارات.. تفرّقوا علناً واجتمعوا سراً!
وسام إبراهيم
بدأت عام 2015 الانسحاب من الحرب السورية، اعتُبر موقفها بأنه «أقل عدوانية» من السعودية، ورغم دعمها الرسمي للمعارضة، لم تقطع «شعرة معاوية» مع حكومة دمشق.
سلسلة مواقف وأحداث أسست لعودة دولة الإمارات العربية إلى «الشقيقة سوريا».. وجعلت ولي عهد أبو ظبي أول زعيم خليجي يتواصل مباشرة مع الرئيس بشار الأسد، بعد مقاطعة «علنية» استمرت 9 سنوات!.
صيف 2014 اندلعت «أزمة صامتة» بين السعودية والإمارات، بعد إبلاغ محمد بن زايد لواشنطن أن الرئيس الأسد هو «الخيار الأفضل لسوريا».
ما قبل أحداث 2011
3 زيارات قام بها الرئيس الأسد إلى الإمارات في ولايته الأولى، بينما زار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان دمشق صيف 2007، وزار محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي سوريا مرتين في عام واحد.
وكانت الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري لسوريا عربياً، وزاد الاستثمار الإماراتي في الدولة «الشقيقة»، وحجم التبادل التجاري بين البلدين.
سياق طويل من العلاقات المميزة، ترجمتها سوريا مرة بالوقوف إلى جانب الدولة الخليجية في نزاعها مع إيران حول الجزر الثلاث، في عز تحالف دمشق مع طهران.
لكن سيأتي «الربيع العربي» لاحقاً ويفّرق «الأشقاء» علناً ويجمعهم سرّاً.
كيف حدث ذلك؟
أواخر العام الماضي ومن داخل سفارة الإمارات في دمشق صرّح نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بأن سوريا لن تنسى وقوف الإمارات إلى جانبها في «حربها ضد الإرهاب».
فهل كانت الدولة الخليجية مع المتطرفين في سوريا أم عليهم؟!
مع دخول الأزمة السورية عامها الثاني انضمت الإمارات إلى الحلف المناهض لدمشق باسم «أصدقاء سوريا»، ثم شاركت في مجموعة «لندن11» لدعم «الائتلاف السوري» المعارض.
لكن ذلك لم يكن بإرادة كاملة من الدولة القابعة تحت ضغط «الأم الحنون» السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة، واعترف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بذلك علناً عام 2018 بقوله: «لم يكن لنا أي نفوذ سياسي على الإطلاق»!
رغم الدعم المفروض عليها للمعارضة السورية، رفضت الإمارات تقديم أي دعم للجماعات المتشددة خاصة المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين، إذ تشارك دمشق في عدائها للإسلام السياسي.
انتقدت مبكراً دعم السعودية وقطر وتركيا للمتشددين في سوريا.. وسارعت وتيرة المواقف المتمردة على الرياض.
وكانت المفاجأة بإعلان الإمارات دعم التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية عام 2015، وقالت إنه كان ضد «عدو مشترك»
ذهبت أبعد من ذلك، وساهمت في تجميد جبهة المعارضة الجنوبية في درعا والقنيطرة، ودفعهم باتجاه مصالحة مع الحكومة، وفي نهاية المطاف أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق، وأثنى النعيمي ممثلها في سوريا على «القيادة الحكيمة للرئيس الأسد».
أدركت الإمارات منذ البداية أن انتصار المعارضة كان يعني شيئاً واحداً هو وصول ألد أعدائها «الإخوان المسلمين» إلى السلطة في سوريا.
ذلك لم يكن السبب الوحيد، وللاستثمار الاقتصادي في إعادة الإعمار حديث يطول!.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: