Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سوريا الهجرة الثالثة !

سوريا الهجرة الثالثة !

يبيعون ممتلكاتهم.. ويدفعون أموالاً باهظة في سبيل الهجرة إلى المجهول، بعضهم يغادر من البوابة الرئيسية «مطار دمشق».. وآخرون عبر شبكات التهريب.

الوِجهة الجديدة قد تكون مصر.. أو بيلاروسيا.. أو أربيل.. أو حتى «جهنم الحمرا»!.

قرار الهجرة إلى المجهول سيئ.. لكن قرار البقاء هو الأسوأ.

هذا ما يراه على الأقل من «ضبوا الشناتي» وهاجروا أو يستعدون للمغادرة.

سوريا.. الهجرة الثالثة!

اندلعت شرارة أحداث مأساوية في سوريا ربيع 2011، أدت إلى حركة نزوح كبيرة على شكل موجات بشرية.

صيف 2011 بدأت موجة الهجرة الأولى نحو تركيا والأردن.. وحتى أواخر العام 2012 كان هناك نصف مليون نازح، انتشروا في دول جوار سوريا، وفق إحصائيات أممية. 

الباب المفتوح

موجة الهجرة الثانية انطلقت عام 2015، ووصلت إلى قلب أوروبا.. ركب السوريون البحر المتوسط للوصول إلى العالم الآخر.. وحدها ألمانيا استقبلت نحو مليون لاجئ في ذلك العام، بعد سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها أنجيلا ميركل.

عسكرة النزاع دفعت السوريين للخروج هائمين على وجوههم، بعد أن تدحرجت كرة النار من الجنوب إلى الشمال.

لكن.. في العام 2021 تغيرت الأسباب والهجرة واحدة!

هدأت جبهات القتال.. وتحوّلت الحرب من عسكرية إلى اقتصادية.

منذ أواخر 2019، تفاقمت الأزمة الاقتصادية.. بدأ مسلسل انهيار الليرة السورية، وتدهورت القوة الشرائية.

عقوبات دولية، وقلة تدبير حكومي، وأزمات في دول الجوار.

أكثر من 9 مليون سوري يفتقرون إلى الأمن الغذائي، ويعيش أكثر من 80 % من السوريين تحت خط الفقر، وفق إحصائيات أممية.

وكان العام الحالي الأسوأ:

سقوط حرّ للاقتصاد السوري، ارتفعت أسعار المواد الأساسية والمواصلات، واشتدت أزمة الوقود والكهرباء، وتحوّلت الحياة إلى مايشبه الجحيم.

خلال إحصائية للاستخبارات الأمريكية في كتابها «حقائق العالم»، ظهرت سوريا في صدارة أكثر دول العالم فقراً.

مصر وجهة الصناعيين.. وبيلاروس نقطة انطلاق الفقراء!.

سوريين يبيعون ممتلكاتهم لتأمين تكاليف المغادرة.. والمخاطرة بالثقة بشبكات تهريب ومكاتب، تبيعهم أوراقاً مزورة.. وأوهام.

في المقابل هناك حكومة، يبدو أنها لا تملك حلول ناجعة لإقناع الناس بالبقاء، لكنها تملك الجرأة لاتهام المهاجرين بأموالهم، فيسأل رئيس الحكومة، معقّباً على موضوع الهجرة: «هناك من يجمع الملايين ليرسل ابنه خارج البلاد، فمن أين له هذا؟».

رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، فارس الشهابي، كتب عبر صفحته على فيسبوك أن «هجرة العقول والأموال هي أخطر بكثير مما حصل في العام 2012»، واصفاً كل من ينكرها بأنه «منفصل عن الواقع».

زميله.. رئيس قطاع النسيج بغرفة صناعة دمشق وريفها، مهند دعدوش، كشف في حديث إذاعي عن «هجرة خيالية من الصناعيين الذين لا يمكن تعويضهم نحو مصر».

ماذا عن الفقراء؟

مواقع التواصل الاجتماعي تعجّ بـ عروض السفر إلى بيلاروسيا، مقابل مبلغ قد يصل إلى 4 آلاف دولار أمريكي، عبر مطار بيروت أو أربيل.

عروض تصوّر الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي وكأنها شيء سهل للغاية، وما على المهاجر سوى تحمل بعض التعب لينعم لاحقاً بالراحة في أوروبا.. وعود وترغيبات لا وجود لها، مثل الإقامة في فنادق 3 نجوم، وهواتف محمولة ونقل مجاني إلى الحدود.

رحلة الموت في الشمال

الهجرة ليست حكراً على مناطق سيطرة الحكومة السورية.. في مناطق سيطرة المعارضة و«قسد» تنشط حركة الهروب خارج الحدود.. وحرس الحدود التركي يطلقون الرصاص على كل من يحاول العبور

في مناطق سيطرة «قسد»، فالهجرة إلى تركيا بطرق غير شرعية، رحلة محفوفة بالموت.. أصحاب الحظ السيء يُقتلون إذا ما تم ضبطهم، والمحظوظون يقضون أشهراً في معالجة كسورهم الناجمة عن إلقائهم من الجدار الحدودي بين سوريا وتركيا، والذي يبلغ ارتفاعه 5 أمتار.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: