سوريا..الاعتداءات تستمر والدفاعات تستبسل!
هو العدوان الثالث خلال عشرين يوم والأعنف منذ أيار (مايو) 2018 لكن بسيناريو تمهيدي اختلفت أبعاده وأهدافه وأسبابه.
بدأت الحكاية بتمويه قام به طيران الاحتلال صباح أمس فوق الأراضي اللبنانية عبر غارات أراد منها جس نبض الدفاعات الجوية السورية تمهيدا لعدوان أعنف وأكثر اتساعا؛ لتبلغ القيادة السورية العسكرية وحداتها في الجنوب بالاستعداد الكامل والجاهزية القصوى للتصدي لعدوان آخر، ويتم اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لإحباط هذا الهجوم.
هذا التمهيد ترجمه جيش العدو بتحليق مكثف لطيرانه فوق مرتفعات الجولان والأراضي اللبنانية قرابة الساعة الثانية عشر والنصف من بعد منتصف الليل، ليقوم بعدها وفي تمام الواحدة وعشر دقائق بإطلاق عشرات الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة نحو أهداف ضمن العاصمة، كان منها "جمرايا" ومناطق عسكرية في منطقة "الكسوة" و"قدسيا" و"دمر"؛ جيش الاحتلال لم يكتف بعدوان جوي فقد أقدم على إطلاق عدة صواريخ (أرض-أرض) من مرتفعات الجولان المحتل باتجاه مطار الثعلة في بادية السويداء، هذا العدوان جاء على أربع موجات من عشرات الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى والتي تصدت لها الدفاعات الجوية السورية بكفاءة عالية وأسقطت معظمها لتثبت كعادتها ومن جديد –هذه الدفاعات– قدرتها على التعامل المثالي مع شتى أنواع الصواريخ الذكية والمتطورة ولتفشل هذا العدوان وتمنعه من تحقيق أهدافه؛ الدفاعات الجوية كانت قد أسقطت أكثر من 38 صاروخا، أما ما تبقى منها فقد أصاب بعض المنشآت العسكرية ما أحدث أضرارا مادية وأدى لاستشهاد 4 عسكريين وإصابة 6 آخرين حسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية.
بالحديث عن ردود الأفعال الإسرائيلية عقب العدوان فقد حذر الناطق باسم جيش الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" القيادة السورية من أي رد محتمل بضرب أهداف إسرائيلية ضمن الأراضي المحتلة في الوقت الذي تحدثت فيه مواقع إسرائيلية معارضة عن تفعيل الدفاع الجوي الإسرائيلي منظوماته للتصدي لصواريخ أطلقت من الأراضي السورية باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان لكن الموضوع لم ينفى ولم يؤكد بعد.
جيش الاحتلال كعادته يبرر اعتداءاته على السيادة السورية إما بضرب قافلات أسلحة متجهة لحزب الله أو استهداف قوات إيرانية، فأهداف هذا العدوان التي تحدث عنها ليبرمان كانت ضربا لأهداف تابعة لفيلق القدس الإيراني داخل الأراضي السورية على خلفية تسريبات نشرتها وسائل اعلام إسرائيلية تتحدث عن عملية نوعية قام بها لفيلق القدس داخل الأراضي الإسرائيلية قبل أيام قتل على إثرها 7 جنود إسرائيليين.
الحديث عن رد سوري مباشر لهذه الاعتداءات مازال مبكرا، فمن جهة أن العدو لا ينوي باعتداءاته هذه فتح جبهة مع الجيش السوري بل ما ينويه هو اكتشاف القدرة الحقيقية للدفاعات الجوية السورية خصوصا بعد تسلمها منظومات S-300منذ أشهر، والتي لم يتم استخدامها من قبل الجيش السوري لحد الآن في التصدي لأي عدوان وهذا ما يقلق الإسرائيلي حيث أن اعتداءاته يتم التصدي لها بمنظومات روسية سورية قديمة محدثة وهو لا يعرف أدنى فكرة عما يمكنها أن تقوم به المنظومات الجديدة، ومن جهة أخرى فإن الجيش السوري ليس في وارد الخوض بغمار أي حرب في هذه الفترة نظرا لما يقوم به من عمليات عسكرية ضمن البلاد؛ فهو غير قادر على خوض حرب على عدة جبهات.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: