Friday June 27, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ستيني يموت وهو في طابور الغاز

ستيني يموت وهو في طابور الغاز

بعد رحلة طويلة خاضها "أبو عصام" (69 عاماً) للبحث عن الغاز بين ثلاث مواقع بدأت من الصباح ولم تنته في المساء حيث لم يعد بجرة غاز ولم يعد أبو عصام أساساً إلى منزله إلا جثة هامدة، حيث توفي في مركز توزيع الغاز في العمارة.

أبو أحمد الذي رافق أبا عصام برحلة البحث عن سيارة الغاز من الساعة الثانية عشرة وحتى الساعة الخامسة عصراً، قال: «في البداية انتظرنا بالقرب من روضة السلام، بعد أن قيل لنا أن ثمة سيارة غاز متجهة إلى المنطقة، وبعد انتظار طويل قالوا لنا إننا ننتظر في المكان الخاطئ، وأنه يجب علينا التوجه إلى الساحة أمام جامع أبو بكر بحي الجركس، وبعد أن انتظرنا ساعة أمام الساحة، قالوا لنا أن سيارة الغاز لن تأتي للساحة، وإنما إلى مركز التوزيع بالقرب من جامع الحسين بحي العمارة».

«ملامح التعب والإعياء بدت على وجه أبو عصام الذي كان يلهث بشدة ويشكو من ضيق في التنفس» هذا الحديث كان يدور بين أبي أحمد وأبي عصام في المحطة الأخيرة التي وصلوا بها، حيث بيّن أبو أحمد للجهات المسؤولة عن التوزيع أن أبا عصام لا يستطيع الانتظار لأنه مريض، فوعدوه أنه سيكون أول من يستلم أسطوانة الغاز عندما تأتي السيارة».

وأكمل أبو أحمد «بعد طول انتظار جاءت السيارة، وبالفعل وحصل "أبو عصام" على أسطوانته سريعاً وحملها على كتفه، وبعد أن باركنا له بالأسطوانة لم يبتعد عنا أمتاراً حتى وقع على الأرض وهو يقطع الشارع.

وأضاف أبو أحمد «سارعنا لنجدته، إلا انه كان فاقداً للوعي تماماً، فقمنا بإيقاف أول سيارة مارة في الشارع، وأسعفناه إلى المشفى إلا أنه كان فارق الحياة منذ سقوطه على الأرض، والطبيب في المشفى أكد أن سبب الوفاة هو جلطة، نتيجة إصابة الرجل بارتفاع شديد في الضغط».

 «أبو عصام» خرج إلى الطابور يبحث عن جرة غاز فعاد إلى منزله جثة هامدة، والوعود الحكومية التي فشلت في تأمين الغاز فشلت أيضاً في حفظ كرامة الناس في الطوابير، فهل يخجل أحد ويعلن فشله وخروجه من منصبه مع خروج روح "أبو عصام" من جسده. 

 

المصدر: رصد

شارك المقال: