Monday November 25, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"صراع العروش" بين ليفربول ومانشستر سيتي.. الإمكانيات والحظ والعدائية

"صراع العروش" بين ليفربول ومانشستر سيتي.. الإمكانيات والحظ والعدائية

دخل الصراع على لقب البريميرليغ مراحله الأخيرة ومازال ليفربول ومانشستر سيتي يتمسكان بطموح التتويج نهاية الموسم ولو أن الأمر لا يبدو سهلاً على أي من الطرفين فحسابات المنافسة مازالت مفتوحة تماماً وتصدر ليفربول مؤقتاً بفارق نقطتين يمنع الطرفين من ارتكاب أي خطأ لكن ما الذي دفع المنافسة للوصول لهذا الحد من الجنون؟ ومن الأحق باللقب؟

 

عدد نقاط خيالي:

يملك ليفربول حتى الآن 82 نقطة مقابل 80 لمانشستر سيتي ومع بقاء 5 مباريات للأول و6 للثاني يبدو أن تجاوز الفريقان لحد التسعين نقطة سيكون مسألة وقت فقط والتاريخ يقول أنه لم يسبق لأي فريق بالبريميرليغ أن حصل على 90 نقطة دون أن يتوج باللقب لكن يبدو أن الموسم الحالي سيكسر هذه القاعدة ولنا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث لليفربول إن وصل لهذا الرقم دون أن يكفي ذلك لفك عقدته مع البريميرليغ علماً أن بعض الفرق حققت اللقب بعدد نقاط أقل بكثير حيث فاز ليستر ببطولة الدوري موسم 2015\2016 رغم حصده لـ81 نقطة فقط طوال الموسم.

من هذه المعطيات يمكننا التوصل لنتيجة واضحة هي أن ما قدمه الفريقان هذا الموسم هو خارق بكل المعطيات حتى لو لم يكن كافٍ للتتويج فالعهد الحالي للبريميرليغ شهد على سقوط فولهام قبل 7 جولات من النهاية رغم صرفه لـ112 مليون يورو بسوق الانتقالات العام الماضي وهذا يدل على مدى قوة الدوري لكن رغم هذه القوة نجح السيتي والريدز بحصد كل هذا الكم من النقاط!

 001

صراع الحظ والإعلام:

أضاء الإعلام كثيراً هذا الموسم على أخطاء التحكيم التي استفاد منها ليفربول خاصة أمام آرسنال وويست هام كما وقف الحظ بجانب الريدز بمباريات عديدة أبرزها لقاء إيفرتون حين أعاد بيكفورد الكرة للملعب بشكل غريب إضافة للقاء توتنهام الذي رفض فيه سيسوكو توجيه رصاصة الرحمة لأحلام ليفربول بالتتويج.

لكن على الطرف الآخر استفاد مانشستر سيتي أيضاً من العديد من الأخطاء أبرزها كان أمام ويست هام بركلة جزاء مثيرة للجدل إضافة للهدف الأول للفريق أمام واتفورد كما استفاد من عدم إنصاف الحكام لليفربول ببعض اللقطات تحديداً أمام ليستر وإيفرتون إياباً.

بالواقع كل فرق البريميرليغ استفادت ببعض الأوقات وتضررت بأوقات أخرى من التحكيم، ربما آرسنال أشد المتضررين، لكن الفارق يكمن بمدى التركيز الإعلامي فلا أحد يهتم بما إذا ضمت خزائن السماوي لقباً آخراً لكن اللقب الـ19 لليفربول يحمل بريقاً خاصاً إضافة للفارق بين جماهيرية الناديين والذي ينعكس طبعاً على زيادة العدائية بين ليفربول وجماهير الأندية الأخرى لذا يصبح الجدل حول الريدز أكبر من السيتي لأن الإعلام يعرف أن مواداً من هذه النوعية يمكن تسويقها جماهيرياً بشكل أفضل.

 002

حرب بيب وكلوب والفكر الجديد:

بطرح أرقام الشراء والبيع أنفق مانشستر سيتي مبلغ 625 مليون يورو بآخر 5 مواسم على شراء اللاعبين في حين أنفق ليفربول 215 مليون يورو وبموسمين من المواسم الخمسة كانت حصيلة البيع لديه أعلى من الشراء لذا يمكننا أن نتفهم سلفاً الفارق بالصرف لبناء كل تشكيلة، غوارديولا يبحث دائماً عن لاعبين مميزين يتفهمون أسلوبه الصعب الذي يتطلب من اللاعب القيام بأدوار ذهنية عديدة على أرض الملعب أما كلوب فيبحث عن مقاتلين سريعين مثل فان دايك وفاينالدوم وفيرمينو وماني وصلاح لأن الإمكانيات الفردية لهؤلاء تمثل المفتاح الأهم للوصول للإيقاع السريع الذي يريده.

 

يعتبر غوارديولا وكلوب أحد أهم رموز المدرسة الحديثة باللعب متمثلة بشقيها الكاتالوني، القائم على الاستحواذ والسيطرة، والألماني، القائم على الضغط بمسافات متقاربة، وقبل 10 سنوات كان الكثيرون يراهنون على أن الكرة الدفاعية ستبقَ دائماً صاحبة الكلمة العليا بتحقيق البطولات، تحديداً بإنجلترا مع فوز مورينيو وأنشيلوتي ومانشيني لسنوات عديدة بالبطولة دون أن ننسَ واقعية فيرغسون بسنوات كثيرة، لكن كلا المدربين نجحا بإثبات العكس وألغيا مبدأي "الهجوم خير وسيلة للدفاع" أو "الدفاع خير وسيلة للهجوم" بل جعلا العملية قائمة على التكامل فأسلوب بيب يرتبط بسرعة استعادة الكرة بعد فقدانها من خلال الضغط العالي في حين يعمل كلوب على خنق الخصم بمساحة صغيرة جداً كي يستغل قوة لاعبيه وسرعتهم لحسم الموقف سريعاً لذا من حيث المبدأ يمكن القول أن الكرة الهجومية ستفرض كلمتها بكل الأحوال لكن بأساليب معدلة ضمنت النجاح الدفاعي قبل الهجومي.

 003

المعارك الأخيرة:

سيستضيف ليفربول تشيلسي نهاية هذا الأسبوع وستكون هذه آخر مواجهاته للكبار في حين مازالت العديد من المباريات الصعبة تنتظر مانشستر سيتي حيث سيحل نهاية الأسبوع ضيفاً على كريستال بالاس ومن ثم سيدخل أسبوعاً صعباً حيث سيستضيف توتنهام ويحل ضيفاً على مانشستر يونايتد وبيرنلي خلال أسبوع واحد فقط وإهدار النقاط بأي من هذه المباريات الثلاث قد يعيد الصدارة لليفربول من جديد.

بعيداً عن لقاء تشيلسي ستكون أصعب مباريات ليفربول خارج الأرض أمام نيوكاسل كما سيستضيف ولفرهامبتون بالجولة الأخيرة لذا يمكن القول مبدئياً أن مسار مانشستر سيتي للحفاظ على الصدارة يبدو صعباً للغاية.

جولات قليلة تفصلنا عن نهاية الموسم وبعد أسابيع سنتحدث عن فريق سيء الحظ لأنه جاء بزمن الآخر فإما أن يؤكد بيب قدرته على الهيمنة على الكرة الإنجليزية أو يحفر كلوب اسمه بتاريخ كرة القدم بصفته المدرب الذي أنهى صيام ليفربول عن لقب الدوري.

005

المصدر: خاص

شارك المقال: