Wednesday June 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سليماني جديد.. من هو حاجي زادة الذي تدرب في سوريا!

سليماني جديد.. من هو حاجي زادة الذي تدرب في سوريا!

في ظل الصراع بين "إسرائيل" وإيران، خصوصاً بعد اغتيل قائد الح رس الث وري الإيراني، هناك اسماً إيرانياً جديداً بدأ يتردد بقوة، فما قصة أمير حاجي زادة، قائد القوة الجوية بالح رس الإيراني، الملقب بسل يماني الجديد؟.

كان سل يماني يعتبر الرجل الثالث في إيران، ومثّل اغتياله بضربة صاروخية أمريكية وبمساعدة الموساد "الإسرائيلي" حدثاً ضخماً لا تزال تداعياته قائمة، وبالتالي أن يلقب أي شخص باسم "سل يماني" فهذا مؤشر على مدى تأثير ذلك الشخص.

موقع Middle East Eye البريطاني تناول قصة "سل يماني الجديد"، في تقرير له رصد حياة العقل المدبر للطائرات المسيرة الإيرانية والقائد الحالي للقوة الجوية التابعة للح رس الث وري.

تردد اسمه على شفاه المسؤولين الإسرائيليين، وهو الجنرال أمير علي حاجي زادة. ويُقال إنه «قائد القوة الجوية في الح رس الإيراني يتحمَّل المسؤولية الشخصية عن قدرات طهران المتنامية للطائرات المُسيَّرة وهجماتها المزعومة على عددٍ من السفن المرتبطة "بإسرائيل"، وآخرها ناقلة "ميرسر ستريت" في خليج عمان»، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام عبرية. 

وقال وزير الحرب "الإسرائيلي" بيني غانتس، إن «أمير علي حاجي زادة، قائد سلاح الجو في الح رس الث وري الإيراني، يقف وراء عشرات الهجمات الإرهابية في المنطقة، مستخدماً فيها طائراتٍ مُسيَّرة وصواريخ».

كما يعتقد بعض المسؤولين الأمنيين "الإسرائيليين"  بحسب وسائل إعلام أن «حاجي زادة هو "قاس م سل يماني الجديد"، فهو جنرالٌ في الحرس الث وري الإي ران ي يرسم السياسة الإيرانية ويتمتَّع بثقة المرشد الأعلى لإيران، بالرغم من أنه لم يصل إلى مكانة سليماني، مع ذلك ترتقي مكانة حاجي زادة في الداخل والخارج».

زادة وُلِدَ في طهران عام 1962، جاء والداه في الأصل من مدينة كرج، التي تقع على بُعدِ 50 كيلومتراً من العاصمة. ومثل العديد من كبار قادة الح رس الث وري انضمَّ إلى "الوحدة الخاصة" الوليدة عام 1980، مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. ويُقال إنه انتقل بين جبهاتٍ عديدة خلال الصراع المُرهِق الذي دام ثماني سنوات.

تقرَّب من الجنرال حسن طهراني مقدم، المعروف بالأب الروحي لبرنامج الصواريخ الإيراني. وصرَّحَ قائدٌ عسكريٌّ سابق لموقع Middle East Eye البريطاني، بأن «مقدم كان مسؤولاً شخصياً عن ترقية حاجي زادة في مراتب الح رس الث وري». 

وقال القائد العسكري: «عندما ذهب مقدم و12 شخصاً آخر في مهمةٍ مدتها ثلاثة أشهر إلى دمشق، في العام 1984، ليتلقوا تدريباً على يد الجيش السوري على إطلاق صواريخ سكود بي، التي تلقَّتها إيران من ليبيا، اقترح مقدم على كبار القادة أن ينظِّم حاجي زادة أول وحدة صاروخية -واسمها "حديد"- قبل أن يعود من سوريا لقيادة الوحدة بنفسه». 

منذ ذلك الحين، صار حاجي زادة شخصيةً رئيسيةً في برنامج الصواريخ الإيراني، فضلاً عن دوره المهم في سلاح الجو التابع للح رس الث وري، الذي تشكَّل عام 1985.

وبعد توليه منصب القائد الأعلى للدفاع الجوي سرعان ما بدأ التركيز على إنتاج أنظمة صواريخ الدفاع الجوي، وقال حاجي زادة في وقتٍ سابقٍ من هذا العام: «عندما انضممت إلى القوة أدركت أنها أعقد بمئات المرات من صواريخ أرض-أرض، وشعرت أنه من المستحيل إنتاج أنظمة دفاع جوي». 

وبحسب حاجي زادة، «عَرَضَ الروس على إيران أن تشتري منهم أنظمة صواريخ بوك، وسافَرَ عددٌ قليلٌ من الوفود الإيرانية إلى موسكو، لكن المرشد الأعلى خامنئي شجَّع الح رس الث وري، على إنتاج أنظمة الصواريخ الخاصة به. وقال حاجي زادة: "أُلغِيَ الشراء، وركَّزنا على إنتاج أنظمة إيرانية الصنع، وأسفر ذلك عن إنتاج أنظمة سوم خرداد، وتاباس، ورعد». 

استراتيجية زادة بزيادة عدد الصواريخ والترويج لها في وسائل الإعلام، جلب له الثناء من خامنئي. لكن إحدى مناورات حاجي زادة دفعت إيران إلى حالة حربٍ كادت أن تندلع مع الولايات المتحدة، عندما أسقط الح رس في عام 2019، طائرةً أمريكية من طراز RQ-4A Global Hawk، وهي طائرة استطلاعٍ مُسيَّرة بقيمة 220 مليون دولار يمكنها التحليق على ارتفاعاتٍ فائقة تصل إلى 60 ألف قدم. أسقطتها إيران فوق مضيق هرمز باستخدام صاروخ أرض جو، قائلةً إنها انتهكت مجالها الجوي.

وضع الحادث البلدين على شفا مواجهةٍ عسكرية، حيث وَرَدَ أن الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، أمرَّ بشنِّ هجومٍ انتقامي على إيران، لكنه تراجَعَ في وقتٍ لاحق. أُسقِطَت الطائرة تحت قيادة حاجي زادة، وذُكِرَ لاحقاً أنه مستعدٌ لاستهداف قاعدتين أمريكيَّتين في الإمارات وقطر، وحاملة طائراتٍ أمريكية، إذا نفَّذَت واشنطن انتقامها.

وكان زادة عراب عملية استهداف قاعدة عين الأسد التي يتواجد فيها عساكر أمريكان رداً على اغتيال سلي ماني في مطار بغداد، نجح في ذلك، لكن الأمر الذي تسبب بكارثة وتوتر مع الدول الغربية إسقاط طائرة أوكرانية في تلك الليلة تتسع لـ176 راكباً فوق طهران. إذ أخفى المسؤولون الإيرانيون السبب الحقيقي لتحطُّم الطائرة لمدة ثلاثة أيام، لكنهم أقروا في النهاية بأن أنظمة الدفاع الجوي التابعة للح رس الث وري، التي تعمل تحت قيادة حاجي زادة، أسقطت الطائرة بالخطأ.

 

 

 

المصدر: وكالات

شارك المقال: