Thursday May 2, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

صحيفة رسمية تنتقد سوء الإدارة في مشفى المواساة.. وهذا ما حصل

صحيفة رسمية تنتقد سوء الإدارة في مشفى المواساة.. وهذا ما حصل

كتبت صحيفة البعث الرسمية مقالاً انتقدت فيه الاستهتار في مشفى المواساة الحكومي، متسائلةً «هل يخرج الوضع عن السيطرة؟! وهل ينذر الاستهتار في “المواساة” بكارثة “كورونية”؟!»، كاشفةً ما حصل داخل المشفى. 

وجاء في مقال الجريدة «أكثر من ثلاثة أشهر ونصف مضت على فرض الإجراءات الاحترازية في سوريا، ومن الطبيعي جداً أن تكون المشافي من أكثر الأماكن تقيداً بتلك الإجراءات، على الأقل لجهة توفير وسائل ومستلزمات الوقاية الخاصة بالكادر الطبي والتمريضي والإداري فيها لارتفاع احتمالات إصابتهم بوباء كورونا، ولكن ما حدث كما يبدو في مشفى المواساة، الذي يعتبر من أعرق المشافي وأهمها على مستوى القطر، كان عكس ذلك تماماً، ما تسبب بإصابة 11 طبيباً و3 ممرضات، إضافة إلى عاملة التعقيم، مع إمكانية ازدياد العدد جرّاء مخالطتهم لمريضة مصابة توفيت!!». 

وكشفت الجريدة حقيقة ما جرى نقلاً عن مصدر وصفته بالمطلع من داخل أروقة المشفى، القول «إن سيدة سبعينية دخلت المشفى للاشتباه بظهور أعراض كورونا عليها! ولدى وفاتها أخذت المسحة لها، فكانت النتيجة إيجابية “أي مصابة بكورونا”.. بدايةً قامت إدارة المشفى بأخذ مسحات للأطباء الذين خالطوا السيدة المريضة فقط، وبعد عدة أيام تم أخذ مسحات للممرضات.. هنا، قد يتهيأ للبعض أن الوضع جيد، ولكن ما حدث أن إدارة المشفى طلبت من الكادر الطبي أن يحجروا أنفسهم في وقت كان من المفترض أن تقوم هي بعزلهم في مكان خاص ريثما يتم التأكد من عدم إصابتهم!». 

وأضافت الصحيفة «أن طبيبة موجودة في سكن الممرضات لديها شريكتان في غرفتها ظهرت نتيجتها إيجابية، وطبيبة أخرى في سكن الطبيبات، في المواساة أيضاً، كانت نتيجتها إيجابية! وهنا نتحدث عن سكن فيه حمامات مشتركة، وعدد الشاغلين فيه كبير جداً، إضافةً إلى من تبقى من الأطباء الذين خالطوا زملاءهم في مطعم المشفى أو الأقسام الأخرى، حيث تابع البعض منهم عمله بشكل طبيعي بانتظار نتائج المسحات التي ظهرت فيما بعد، وللجميع “إيجابية”، ما أدى إلى وجود هذا العدد من الإصابات التي ربما قد تكون أكثر مما هو الآن نتيجة مخالطتهم لأعداد غير معروفة!!».

وتقول "البعث" «كانت نتيجة هذا الاستهتار من قبل المعنيين في إدارة المشفى، حسب الشهادات الشفهية الموثقة لدينا انتشاراً أكبر للعدوى حتى خارج المشفى، إذ ظهرت حالة إيجابية لممرضة في مشفى التوليد الجامعي، ليؤكد مصدر موثوق أنه خلال الشهرين الماضيين لم توزع إدارة المشفى كمامات N95، ولم تكن آنذاك الإصابات كبيرة، ولكن مع وصول السيدة المصابة، وتشخيص وضعها، كان من المفترض أن تتغير آلية التعامل، ويمكن القول أنه، ولغاية اليوم، لا يتم توزيع كمامات N95 إلا لأقسام العنايات، وبعدد أقل للإسعافات، مع العلم أن المتواجدين في مثل هذه الأقسام معرضون أكثر من غيرهم للإصابة لتماسهم المباشر مع المرضى! إضافةً للنقص في المعدات وأجهزة الضغط وقياس الأكسجة، وفوق كل هذا عدم وجود جهاز طبقي لأنه معطل، ما يضطرهم – أي الكادر الطبي – لنقل المريض إلى مشفى آخر».

الصحيفة تشير إلى أن «النقطة الأهم والأكثر حساسية هي التعقيم، فالمشفى بحاجة لتعقيم متواصل، حيث كان من المفترض أن يتم تعقيم القسم الذي تواجدت فيه السيدة السبعينية المتوفاة، لا بل إغلاقه ليتسنى القيام بعملية التعقيم على أكمل وجه، فأحد الأطباء المصابين لم يخالط أحداً وإنما تواجد لاحقاً في القسم نفسه!». 

الصحيفة شبه الرسمية انتقدت الاستهتار وسوء الإدارة في مشفى المواساة قائلةً، «من يراجع مشفى المواساة، وخاصةً في الأيام الثلاثة الأخيرة، وعلى الرغم من ظهور الإصابات وسط الكادر الطبي وارتفاعه وانتقاله إلى مشفى التوليد الجامعي، سيلاحظ حجم الاستهتار، ذلك أن معظم الأطباء من دون كمامات أو كفوف، خاصة في قسم الإسعاف المركزي، حيث تغيب أبسط سبل الوقاية على الرغم من أن الكادر هناك على تماس مباشر مع أشخاص قد يكونون مصابين! حيث أكد عدد من الأطباء لـ “البعث” أن رؤساء الأقسام المقيمين وطلاب الدراسات طلبوا من إدارة المشفى، ومن المدير الطبي، تأمين سبل الوقاية اللازمة، ولكن لم يحصلوا على أي جواب!!». 

وترى الصحيفة أن هناك بطء في اتخاذ القرار، حيث صرح أحد الأطباء المقيمين في المواساة "للبعث"، «أنه كان من الأجدى، لا بل من البديهي، أن يتم تأمين طابق خاص لعزل الأطباء المخالطين للمريضة، ريثما تظهر النتائج حفاظاً على الطاقم الطبي، ولمنع انتشار المرض، ولربما فرض الحجر الكامل على المشفى مدة خمسة عشر يوماً لحصر الإصابات، لأن ما حصل من تسيب واستهتار وبطء باتخاذ الإجراءات المناسبة جعل كل من خالط السيدة التي توفيت بؤرة لانتشار الوباء بين زملائه على الأقل، وهو ما قد يتسبب بظهور نتائج إيجابية لكل الطاقم الطبي المخالط للمخالطين للسيدة المريضة المتوفاة، لأن كل شخص من الأشخاص المصابين كان على تماس مع عدد كبير من زملائه، وفي حال تم أخذ المسحات لهم فقد نفاجأ بالعدد الكبير للإصابات.. وهذا طبعاً ما لا نتمنى حدوثه!!». 

 

 

 

المصدر: رصد

شارك المقال: