Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

صحيفة عبرية: قرار «بايدن» بالانسحاب كان فوضوياً ومذلاً

صحيفة عبرية: قرار «بايدن» بالانسحاب كان فوضوياً ومذلاً

قارنت إحدى الصحف العبرية في مقال لها، بين انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من لبنان.

واستهلت المقال بتاريخ انسحاب الاحتلال من لبنان الواقع في 24 أيار عام 2000، قائلة: «أنهى الجيش الإسرائيلي على عجل انسحاباً متسرعاً وفوضوياً من لبنان».

وأضافت: «الانسحاب نفسه كان متوقعاً منذ فترة طويلة، وكان رئيس الوزراء في ذلك الوقت، إيهود باراك، قد خاض حملته الانتخابية بنجاح قبلها بعام، على وعدٍ بسحب القوات من لبنان بحلول تموز 2000».

وتابعت الصحيفة: «لكن الأحداث على الأرض قلبت خطط، وبدلاً من أن يتم الانسحاب بطريقة منتظمة، تم الانسحاب بين عشية وضحاها وبطريقة غير منتظمة، حيث سرعان ما اجتاحت المقاومة اللبنانية المواقع التي سلّمتها "إسرائيل" لحلفائها، جيش لبنان الجنوبي، وكان هناك تدفق هائل للاجئين، وعنونت يومذاك صحيفة "الغارديان" الحدث: "الفوضى والإذلال مع انسحاب "إسرائيل" من لبنان».

وأجرى باراك مقابلة مع مجلة "تايم" بعد أسبوع، دافع فيها عن الانسحاب، ونفى أن يكون له تداعيات سلبية طويلة المدى على "إسرائيل".

وذكر المقال أن دفاع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قراره بسحب القوات الأمريكية الذي أوصل طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابل، كان مشابهاً لموقف رئيس وزراء الاحتلال في ذاك الوقت.

واعتبر أن الكثير مما جاء في كلام بايدن هو إلقاء اللوم على الجميع، باستثناء نفسه، على التحول المروّع للأحداث، وألقى باللوم على سلفه، دونالد ترامب، الذي تفاوض على اتفاق لانسحابٍ كامل للقوات الأمريكية كان ترامب يأمل أن يتم قبل ثلاثة أشهر، وألقى باللوم على القيادة الأفغانية والمقاتلين الأفغان لعدم استعدادهم للقتال من أجل بلدهم.

ورأت الصحيفة أن «إلقاء الرئيس الأمريكي اللوم على هؤلاء اللاعبين كان في مكانه الصحيح، لكنه لا يعفيه من الفوضى بالمطار، أو أن حوالي 300 ألف أفغاني ساعدوا الولايات المتحدة وحلفائها في البلاد على مدى العقدين الماضيين أصبحوا الآن تحت رحمة طالبان، أو أن الولايات المتحدة، مع أفضل استخبارات تمويلاً وتجهيزاً في العالم، فشلت في التنبؤ بمدى سرعة سيطرة طالبان على البلاد».

وأشارت إلى خطاب بايدن الذي كان قبل خمسة أسابيع فقط، وأكد فيه عدم حدوث ما شاهده الجميع قبل يومين، وإلى سؤاله عما إذا كان يرى أي أوجه شبه بين انسحاب الولايات المتحدة من سايغون في سنة 1975 وما يمكن أن يحدث في أفغانستان، التي كانت إجابته عليه: «طالبان ليست جيش فيتنام الشمالية، لا يمكن مقارنتهم من حيث القدرة، لن يكون بأي حال ظرف ترى فيه الناس يتم انتشالهم من على سطح سفارة».

لتعلق الصحيفة على إجابته قائلة: «صحيح، لم يتم رفع الأشخاص من سطح السفارة الأمريكية في كابول، ولكن شوهد شخصان يسقطان حتى الموت بينما كانا معلقين بطائرة نقل C-17 تقلّ الناس خارج البلاد»، محملة المسؤولية للرئيس الأمريكي وحده.

وقال المقال: «من الواضح أن بايدن أدلى بتعليقاته قبل خمسة أسابيع بناءً على تقارير استخبارية كان يتلقاها في ذلك الوقت، وهي معلومات استخبارتية كانت خاطئة تماماً، نتيجة لذلك، لم يتم تنفيذ إجلاءٍ منظم للأفراد الأمريكيين والأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة على مر السنين»، مضيفاً: «ربما خطط ترامب للانسحاب، لكن بايدن طبقه، وكيفية تنفيذه كانت كارثة يتحمل مسؤوليتها».

وختمت الصحيفة مقالها: «عندما قتلت الولايات المتحدة بن لادن، قضت على مهندس أسوأ هجوم على الولايات المتحدة منذ هجوم بيرل هاربور. لكنها لم تهزم الإسلام الراديكالي الذي غيّر المنطقة منذ أواخر السبعينيات - من إيران إلى السعودية ومن باكستان إلى لبنان».

 

المصدر: مواقع

بواسطة :

شارك المقال: