"شوارع القامشلي" تغرق !
عشرات الأطفال من أبناء القامشلي لم يصلوا إلى مدارسهم، واعتكف كبار السن والنساء في منازلهم لوعورة طرقها، بعد أن امتلأت شوارعهم بالأوحال والمياه، وبعثرت بشكل كليّ تأمين لوازمهم واحتياجاتهم، هذه الحال ليست لأيام عديدة فقط، إنما يشهدها الأهالي طوال فصل الشتاء.
لم تستطع "عبير خ" مغادرة منزلها لأيام متواصلة، وذلك لصعوبة التنقل بين منزلها والسوق والأحياء الأخرى، والسبب كما تقول في الشارع الذي يقابل منزلي، مضيفة: «ليس معقولاً أن نعيش حياة ليست موجودة في الريف والمنازل الطينية والطرق الترابية، هذه الطرق عمرها عشرات السنين، ولم تحظ بأي دعم وصيانة منذ سنين بعيدة، فالمعاناة كبيرة وتضررنا كثيراً من هذا الواقع، أطفالنا يحرمون مدارسهم، وتغيب عنا المواد التموينية والغذائية طالما الأمطار تهطل، والأوحال تفترش الأرض بمساحة الشارع كله، أحياناً كثيرة بعض أهالي حينا (قناة السويس) يحتاجون لزيارة نقطة طبية، ومع ذلك يتريثون لعدم قدرة أي سيارة الوصول إلينا».
تعيش عدد آخر من الأحياء في مدينة القامشلي ما يذوقه أهالي حي "قناة السويس"، مثل "العنترية"، "حارة طي"، "الهلالية"، "جمعاية"، حيث تغيب عنها عمليات تعبيد الطرق وترميمها منذ عشرات السنين، وبعض تلك الأحياء لم تمر عليها عملية التعبيد مطلقاً منذ ولادتها في مدينة القامشلي.
تلك الأصوات وصلت إلى مجلس بلدية القامشلي التابع للحكومة السورية، حيث أكّد مصدر من المجلس لجريدتنا بأنهم لا يملكون أي قدرة على تحسين الوضع، فقد تمت السيطرة على بناء المجلس، والسيطرة على عشرات الآليات، وعدم امتلاكنا للزفت وغيره، نعيش في غرف معدودة ضمن مرآب سيارات المجلس، وحركة العمال محدودة.
من جهة أخرى، وعندما فرضت الإدارة الذاتية حالها ونفسها على المنطقة، أنشأت عشرات الكومينات (الكومين يوجد في كل حي، مهمته مساعدة أهالي الحي لتقديم الخدمات لهم واستلام شكاويهم) بالإضافة إلى تأسيس عدد من المجالس البلدية في المدينة، توقع الأهالي أن تكون مدينتهم مثالية، بالخدمات والجمال والازدهار، وكان العكس، وتمنى المواطنون أن تكون العودة لمجلس بلدية واحد، دون عشرات الكومينات وعديد البلديات، علماً أن هيئة البلديات التابعة للإدارة الذاتية كشفت عن ميزانيتها العام الماضي والتي قدرت بمليار و/227/ مليون ليرة سورية، يتساءل المواطنون أين تذهب تلك الملايين الكثيرة، من المفروض أنها تسخر لخدمة المواطن، فهي منه وإليه.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: