سهرة الأربعاء لا تعرف إلا الأقوياء
لا يحلو السهر إلا تحت المطر، ولا يحلو البريميرليغ إلا بانتصار الكبار وزيادة الإثارة والشغف حتى نهاية المشوار، صناع الكرة لهم الحق في ريادة الدوريات الكبرى وعلى عاتقهم تقع مسؤولية المتعة، التي أصبحت فرض عين على عشاق الجلد المدور، فكم نحن محظوظون بأمسيات الدوري الإنكليزي الممتاز.
حفلات "أديل" تُطرب العشاق، وضبابية لندن تُغني المؤرخين بحضارتها، وتُثير حماس الشباب بمبارياتها التي لا تغيب عنها شمس الشغف والجمال، والبارحة الـ"ستامفورد بريدج" خير دليلٍ على ذلك.
في مباراةٍ دخلها المدرب الإيطالي "ساري" تحت أنظار الإعلام وإدارة ناديه اللندني، التي خسرت الأحد الفائت لقب الرابطة لصالح السيتي، لكن رفاق "هازارد" كانوا عند الموعد وتمكنوا من كسب ديربي لندن أمام الجار توتنهام بهدفين نظيفين في الشوط الثاني، الأول عن طريق الإسباني "بيدرو" والثاني بالخطأ عن طريق مدافع توتنهام "تربير" في آخر أنفاس المباراة، ليرفع البلوز رصيدهم إلى (53)، بينما تجمد رصيد توتنهام عند (60) نقطة ليبتعد أكثر عن فرق المنافسة وتستمر عقدة المدرب الأرجنتيني "بوشيتينو" كلما اقترب من اللقب الغائب عن خزائن النادي الأبيض.
أما بالنسبة لأعرق الأندية اللندنية نادي الأرسنال الذي دكّ شباك مضيفه بورنموث بخماسية مقابل هدف يتيم سجله "موسيت"، بينما سجل للمدفعجية كلٌ من عازف الليل الألماني "مسعود أوزيل" في الدقيقة الأولى من عمر الملحمة الكروية، وأضاف الأرميني "هنريك مخيتاريان" الهدف الثاني في الـ(27)، وتكفل كلٌ من الفرنسي "لوران كوسييلني" والغابوني "بيار اميريك اوبامايانغ"والفرنسي "اليكسندر لاكازيت" في إتمام خماسية الأرسنال الذي قلّص الفارق بينه وبين الثالث إلى (4) نقاط.
قطبا مدينة مانشستر التي انطلقت منها الثورة الصناعية، حافظا على درب ثورتهم واستمرا في السعي من أجل الحفاظ على لقب الدوري في مقاطعتهم، ففي موقعة ملعب "الاتحاد" تمكن هداف الدوري "أغويرو" من تسجيل هدف من علامة الجزاء وتحقيق ثلاثة نقاط مهمة في مطاردتهم للمتصدر ليفربول، بينما حلّ صاحب الألقاب الـ(20) ضيفاً ثقيلاً على كريستال بالاس وأكرمه بثلاثية كان نصيب الدبابة البلجيكية "لوكاكو" منها هدفين في الدقيقتين (33 و52) قبل أن يضيف القائد "أشلي يونغ" الثالث في (83)، بينما قلص الفارق لأصحاب الأرض "جويل وورد" في (66).
وبهذا الانتصار واصل "أولي أونار سولسكاير" تألقه في قيادة الشياطين الحمر وحجز المقعد الرابع المؤهل لدوري الأبطال.
وعلى سبيل التاريخ والعراقة لابد من ذكر سفير إنكلترا الأول خارجياً وصاحب الألقاب الأوربية الخمسة ليفربول، الذي يطمح إلى تحقيق اللقب الغائب عنه منذ عقدين، لكن مشوار البطولة عرف مؤخراً انعراجات كثيرة قلصت الفارق بينه وبين السيتي إلى نقطة يتيمة، لذلك لابد من عودة قوية يُضرب بها آذان المنافسين حيث تمكنوا من سحق واتفورد بخماسية نظيفة على أرضية الـ"أنفيلد"، عاد فيها الوحش السنغالي "ساديو ماني" إلى تألقه بتسجيله هدفين في الدقيقتين (9 و20)، قبل أن يكمل خماسية الريدز كلٌ من البلجيكي "أوريجي" هدف في (66) والسد العالي الهولندي "فان دايك" هدفين في (79و 82).
كل هذه الملاحم ياعزيزي وأنت في الجولة (28) فقط، فما بالك بصراع اللقب والهبوط عند نهاية المشوار، فدوري المال والأعمال والإثارة اللامحدودة لايعرف إلا الأبطال، فلمن يكون اللقب الغالي لصاحب التاريخ ليفربول أم لصاحب المال السيتي؟.
المصدر: خاص
شارك المقال: