صحف: "لبنان بين الانهيار المالي واستغلال المواجهة لغايات سياسية"

جولة عنف جديدة شهدتها بعض المناطق اللبنانية ليل الثلاثاء أمس، استهدفت فروع المصارف اللبنانية، حيث عمد محتجون إلى تكسير واجهات المصارف وحرق البعض الآخر، وتطورت المواجهات إلى اشتباكات بينهم وبين قوى الأمن والجيش اللبناني، لا سيما في منطقة طرابلس.
الصحف اللبنانية الصادرة اليوم أضاءت على الاحتجاجات والمواجهات المتصاعدة في ضوء الأزمة المالية والسياسية التي يمرّ بها لبنان، ومدى تأثير القوى الخارجية والقوى السياسية المعارضة للحكومة في تسيير الأمور نحو العنف والتصعيد.
صحيفة "الجمهورية" كتبت عن العنف الموجه ضد المصارف، تحت عنوان "العنف ضد المصارف مُريب ولا يخدم الفقير"، وقالت إنّ غالبية اللبنانيين يملكون أموالاً أو ودائع عالقة في المصارف اللبنانية، لتطرح تساؤلاً: "هل الاعتداءات المُمنهجة والفوضوية على المصارف ستساهم في تحريرها أم العكس صحيح؟. "وهل هذه الاعتداءات كلها تعبير عن غضب ام أنّ هناك من يدفع في اتجاه مزيد من الانهيار المالي لتحقيق مصالح خاصة؟".
بدوره موقع النشرة اللبناني، أشار في مقالة خاصة إلى الوضع الأمني المتفجر، بالقول: "إنّ هناك معلومات تمتلكها الأجهزة الأمنية عن الخطة صفر، لتفجير الوضع، حيث تمّ تحديد أماكن التجمعات والتحركات والسيناريوهات الموضوعة للتفجير، بالإضافة إلى توزيع أسلحة فردية خفيفة، ولو بشكل غير واسع أو منظم، ولكنه يقع من ضمن مخطط التفجير الموضوع".
وينقل الموقع عن مصادر أن تحريك طرابلس يأتي لأسباب عدة اولاً: انها تفتقد الى المرجعية السياسية الواحدة في ظل الانقسام بين القوى السياسية فيها، بالإضافة الى وجود حالة انقطاع كاملة بين الناس وبين الطبقة السياسية التي تعاقبت على طرابلس، والتي لم تقدم فلساً للطرابلسيين بل تستغلهم في الانتخابات والمهرجانات.
أما صحيفة الأخبار، فكانت أكثر تحديداً في تسمية الأمور، حيث رأت أنّ عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت الأسبوع الماضي، كانت إيذاناً بأن أمراً ما بدأ التحضير له، من أجل مواجهة حكومة حسّان دياب. مستدلة على ذلك بعدّة مؤشرات، تتمثل في عودة المشهد الداخلي إلى توتره بعد استراحة ثلاثة أشهر بفعل انتشار الوباء، مع تغطية إعلامية عربية واسعة تشبه التي حصلت أيام الأزمات الشديدة، ومضيفة "أن ما يجري يتعدّى كونه معركة بين معارضة وموالاة، أو اهتماماً بتدهور أحوال الناس المعيشية المسؤولة عنها حكومة الحريري وحكومة فريقه السياسي".
واعتبرت الصحيفة أن انشغال الإدارة الأميركية بمتابعة كورونا وأزمتها الاقتصادية، لا يمنعها من متابعة الملفات الخارجية، باعتبار لبنان لا يزال يشكل جزءاً من سلسلة مترابطة إقليمياً، وكذلك يشكل طريقاً لاستهداف إيران وحلفائها، مشيرة إلى أن السقف العالي الأميركي الحالي ليس مرشحاً لأن يخفض راهناً، مهما كان شكل الانهيار اللبناني، ولا سيما أن جهات رسمية لم تستوعب جدية التبليغ الأميركي منذ شهور أن "استقرار لبنان لم يعد خطاً أحمر مطلقاً بالنسبة الى الأميركيين".
من جانبها، نقلت صحيفة اللواء عن مصادر وزارية أن السفيرة الأمريكية في لبنان دورثي تشي طالبت الرئيس دياب بأن تسرّع الحكومة اللبنانية الخُطى لإنجاز خطتها للإنقاذ والمباشرة سريعاً بتنفيذ سلة الإصلاحات في المؤسسات والإدارات التي تستنزف أموال الخزينة واتخاذ الإجراءات الضرورية للتخفيف من وطأة الأزمة المعيشية عن كاهل المواطنين، مشددة على أنه لايجوز وضع الجيش اللبناني في مواجهة مباشرة مع المحتجين الذين يطالبون السلطة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين أوضاعهم المعيشية ووضع حد للتدهور الحاصل.
المصدر: صحف
بواسطة :
شارك المقال: