"سفاح نيوزيلندا" وعلاقته بترامب

قاسم مشترك بين "سفاح نيوزيلندا" والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكدته صحيفتان أمريكيتان إذ إن المجرم يستخدم العبارات نفسها التي وصف بها ترامب المهاجرين، وتحديدا كلمة "غزاة".
الـ"واشنطن بوست" اعتبرت "أنه من غير المناسب تحميل ترامب مسؤولية المجزرة، رغم تصريحاته وتغريداته المتكررة المعادية للإسلام"، وقالت الصحيفة: "لن نلقي باللوم على الرئيس ترامب في هذه المأساة، رغم تاريخه المليء بالتصريحات المعادية للإسلام، وقرار حظر مهاجرين من دول إسلامية"، مشيرة إلى أن "عليه أن يفعل أكثر وأن يدين القاتل الذي استخدم تعابير الرئيس ترامب نفسه".
وتابعت الصحيفة: "سمعنا قول الرئيس، أمس الجمعة، بأنه لا يعتبر أيديولوجيا القومية البيضاء مشكلة، وهذه بالطبع رسالة خاطئة، لأن عليه أن يُعلن بكل وضوح أن أيديولوجية مهاجم المسجدين في نيوزيلندا مرفوضة بتاتا".
أما صحيفة "نيويورك تايمز" فاعتبرت أن "أيدي جميع الذين أسهموا في نشر الخرافة بأن المسلمين يشكلون خطرا ملطخة بالدماء"، وأضافت: "إذا كانت فكرة أن المسلمين يشكلون خطرا أصبحت منتشرة، فإن ذلك يعود إلى استعمال مثل هذا الكلام من قبل الرئيس ترامب".
وذكرت الصحيفة بتصريحات ترامب خلال زيارته لبريطانيا العام الماضي، التي حذّر فيها المملكة المتحدة قائلا إن "الهجرة بدأت تغيّر النسيج الاجتماعي في الدول الأوروبية"، مضيفة أن ترامب دعا إلى "العمل بسرعة للتعامل مع الهجرة"، كما لفتت إلى تصريحات ترامب التي قال فيها إن "الإسلام يكرهنا"، مؤكدة أنه "من غير المفاجئ أن نرى الإرهابي الذي استهدف المسجدين في نيوزيلندا يشيد بترامب كرمز للهوية الجديدة للبيض والهدف المشترك".
وفي بيانه، اعتبر منفذ مذبحة المسجدين بنيوزيلندا، بريتنون تارانت، نفسه أحد أنصار ترامب، إذ سأل نفسه: "هل أنت من مؤيدي دونالد ترامب؟"، وأجاب: "بتأكيد، كرمز للهوية البيضاء المجددة والغرض المشترك، لكن كصانع سياسة وقائد، لا".
وكتب أن هجومه كان، في بعض النواحي، رسالة موجهة خصيصا للمجتمع الأمريكي، من أجل "التأثير على سياسات الولايات المتحدة وبالتالي على الوضع السياسي في العالم"، ومن أجل "تعزيز الفجوة الاجتماعية والثقافية والسياسية والعرقية.. وضمان وأد الحلم المستحيل" بأن يكون المجتمع بمثابة بوتقة لتعدد الأعراق والثقافات.
الرئيس الأمريكي من جهته صرح للصحفيين بشكا أظهره وكأنه يراوغ ولا يرغب بالإجابة، إذ اعتبر أن النزعة المتطرفة المتنامية في أنحاء العالم والقائمة على فكرة تفوق القومية البيضاء سببا لهجوم نيوزيلندا، وقال: "الأمر ليس كذلك بالفعل، أعتقد أنها مجموعة صغيرة من الأشخاص ولديهم مشاكل كبيرة جدا، إذا نظرتم في ما حدث في نيوزيلندا، فربما كان هذا هو الحال. لا أعرف بعد عما حدث بما فيه الكفاية".
المصدر: رصد
شارك المقال: