صدقي سليمان المقت
هو عميد الأسرى العرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي بعد الإفراج عن الأسير اللبناني سمير القنطار عام 2008، ولد صدقي المقت في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل في 17-4-1967 بينما اعتقل بسن الثامنة عشرة في 23-8-1985.
وأصدرت محكمة اللد العسكرية الصهيونية بحقه حكماً بالسجن مدة 27 عاماً قضاها كاملة، ليخرج من سجنه في آب عام 2012في خضم اندلاع الحرب في بلده سوريا.
لكن القنطار عاد إلى السجون الإسرائيلية في 25-2-2015، و ذلك إثر قيامه بسلسلة نشاطات إعلامية هدفت لكشف الدعم الذي تقدمه إسرائيل للجماعات المسلحة الإرهابية التي كانت تقاتل الجيش العربي السوري في منطقة جنوب سوريا.
فقام القنطار بتصوير جرحى تلك الجماعات في المشافي الإسرائيلية، كما صور فتح المعابر بين الجولان السوري المحتل و الأراضي السورية المتاخمة له، بهدف إدخال الإمدادت العسكرية الإسرائيلية، وتسليمها لتنظيمات النصرة وحليفاتها التي كانت تسيطر على المنطقة.
أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حكماً بالسجن احد عشر عاماً هذه المرة على صدقي سليمان المقت بتهمة تسريب معلومات استخباراتية لسوريا.
تحصيله العلمي:
أنهى دراسته الابتدائية في مجدل شمس، والمرحلة الثانوية في مدرسة مسعدة في الجولان المحتل، ثم اعتقل قبل أن يتمكن من دخول الجامعة، ليتابع تثقيف نفسه خلال فترة أسره الطويلة.
السجون التي دخلها:
تنقل المقت بين كافة المعتقلات الصهيونية: نفحة، عسقلان، بئر السبع، الرملة، الدامون، هداريم، تلموند، الجلمة، شطة والجلبوع.
نضاله وحياته:
نشأ وترعرع صدقي المقت لأسرة مناضلة تفاعلت مع قضايا الشعب السوري، وكان لهذه الأسرة دور فعال في مسيرة نضال أهالي الجولان المحتل، حيث توج هذا النضال عام 1982 بالإضراب الكبير، وما حققه هذا الإضراب من انتصار إرادة شعب أعزل من السلاح يرفض التخلي عن هويته، حيث تزامنت هذه الحركة المدنية مع العدوان الصهيوني على لبنان، الذي ووجه من قبل كلٍ من المقاومتين اللبنانية والفلسطينية والجيش العربي السوري.
هذه الأحداث بلورت لدى المقت ورفاقه فكرة تشكيل تنظيم حركة مقاومة سرية في الجولان المحتل، حيث قام التنظيم بسلسلة عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال وقواعده في منطقة شمال الجولان، اعتقل إثرها.
وفي الأسر كان صدقي المقت أحد قادة ورموز الحركة الأسيرة بكافة المعتقلات الإسرائيلية، حيث شارك في كافة نضالات هذه الحركة دون استثناء.
كماعُزِل وعُوقب وحُوكم عشرات المرات في الزنازين، ومُنعت عنه زيارات الأهل، سواء كان ذلك من خلال عقوبات فردية طالته بالذات، أو ضمن عقوبات جماعية لعدد كبير من رفاقه الأسرى.
ويعد الأسير السوري المناضل صدقي المقت أقدم أسير في تاريخ الجمهورية العربية السورية و تاريخ مواجهاتها مع المحتلين على مر العقود، فضلاً عن كونه ضمن قائمة أقدم ثلاثة عشرة أسيراً في العالم، والذين أمضوا أكثر من ربع قرن خلف قضبان السجون لأنهم رفضوا الاحتلال، حيث يلقب هؤلاء بـ«جنرالات الصبر».
وتمكن المناضل صدقي المقت من المساهمة مع عدد قليل من الأسرى العرب في صناعة ما يسمى بأدب السجون، وذلك من خلال المقالات الكثيرة التي كتبها أثناء أسره، ونشرتها العديد من الصحف العربية ومنها مقال "كلمة لا بد أن تقال"، ومقال آخر يصف "الانتصار المجلجل للمقاومة اللبنانية" في تموز 2006، وإثر هذا المقال الذي تم تهريبه من سجن "بئر السبع"، وضع صدقي في العزل الانفرادي لمدة عام كامل.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: