Friday April 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

روسيا تقدم عرضاً بشأن فنزويلا

روسيا تقدم عرضاً بشأن فنزويلا

عرضت روسيا يوم الجمعة الماضي المشاركة في إيجاد حل لأزمة فنزويلا السياسية من خلال الوساطة بين الحكومة والمعارضة، ذلك بالتزامن مع تزايد المخاوف من انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة.

وكانت موسكو أيدت الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" في نزاعه مع رئيس مجلس الجمعية الوطنية «البرلمان» المسيطر عليه من قبل المعارضة بقيادة «خوان غوايادو»، الذي أعلن نفسه رئيساً للبلاد الأربعاء الماضي وهو الإجراء الذي دعمته كل من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

واعتبر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وإدارته قيادة مادورو بأنها «غير شرعية» بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان،وبذريعة انتهاجها سياسات اقتصادية فاشلة، ودعاه إلى التنحي على الفور.

فنقلاً عن وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" قال مدير قسم أمريكا اللاتينية في الوزارة الروسية "ألكسندر ششتينين" لوكالة RIA Novosti: «إننا مستعدون للتعاون مع جميع القوى السياسية التي تظهر نهجاً مسؤولاً». 

فيما قال "كارلوس رافائيل فاريا تورتوسا"، سفير كراكاس في موسكو، لوكالة أنباء "إنترفاكس": «سمعنا عن اقتراح الجانب الروسي بالعمل، إذا لزم الأمر، كوسيط في الحوار بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة».

وأشار تورتوسا إلى أن مادورو قبل العرض لأن روسيا تمتلك "تجربة مماثلة كبيرة" في التوسط في الصراعات العالمية. 

وتعد روسيا واحدة من أقرب حلفاء فنزويلا على الساحة الدولية، وهي سبق أن أرسلت الشهر الماضي وفداً من القوات الجوية ضم زوجين من قاذفات القنابل من طراز توبوليف تو -160 ، إلى كراكاس، في وقت كانت فيه العلاقات بين واشنطن وكراكاس وموسكو في قمة التوتر، مما أثار رد فعلٍ سلبي من جانب الولايات المتحدة، وقد أصدرت إدارة ترامب بالفعل عقوبات تمنع فنزويلا من إعادة هيكلة أو إصدار سندات ديون جديدة، وناقشت في تصريحات علنية احتمالات تغيير النظام فيها.

ويعتبر التصعيد الأخير لإدارة ترامب ضد كراكاس الفصل الأخير في تاريخ الولايات المتحدة الطويل، فيما يخص محاربة الحركات اليسارية في منطقة أمريكا اللاتينية، حيث أمضت واشنطن عقوداً في رعاية الانقلابات الأحزاب اليمينية كجزء من الحرب الباردة الأوسع ضد الاتحاد السوفياتي.

 واستمرت هذه الجهود في القرن الحادي والعشرين، حيث ظهر أن وكالة المخابرات المركزية لديها دور ما في محاولة انقلاب عام 2002 ضد الرئيس الفنزويلي السابق "هوغو شافيز" و هو القائد الفنزويلي الذي استمر مادورو في السير على نهجه.

ومع توسع حلف الناتو العسكري الغربي بقيادة الولايات المتحدة إلى حدود روسيا في أوروبا الشرقية، قام "البنتاغون" بدعم اليمين المتطرف في أوكرانيا ضد الموالين لروسيا والذين تتركز قاعدتهم الشعبية في شرق البلاد، بينما سعت موسكو إلى تعزيز دورها في الشؤون العالمية من خلال تحديث جيشها في الداخل، وتدخلت إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد ضد الجماعات المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، حيث أدى التدخل الروسي إلى إلحاق هزائم متتالية بالجماعات المسلحة المعادية للدولة السورية.

ومع استمرار تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وتداعي معاهدات الحد من الأسلحة الصاروخية والنووية، التي وقعت في حقبة الحرب الباردة مثل معاهدة القوات النووية متوسطة المدى عام 1987، نظرت موسكو إلى الغرب للحصول على مجالات دعم جديدة.

 يذكر أن موسكو وفي سابقة مشابهة لإرسال طائراتها إلى فنزويلا، أرسلت رحلات جوية مماثلة إلى كوبا حليفة الاتحاد السوفييتي القديمة، في خطوة ذكرت بأزمة الصواريخ الكوبية زمن الاتحاد السوفيتي عام 1962.

وفي أعقاب قرار ترامب بالاعتراف بـ "خوان غوايادو" كرئيس، وصفت وزارة الخارجية الروسية تصرفات واشنطن «بأنها فظة كدليل آخر على تجاهلها الكامل لمعايير ومبادئ القانون الدولي ومحاولة أخذ دور المعلم الوصي على مستقبل أمة أخرى ». 

ونقلاً عن مصدر لم يذكر اسمه ذكرت وكالة "رويترز" الجمعة الماضي، أن أعضاء من الشركة العسكرية الخاصة "فاغنر" الروسية قد سافروت إلى فنزويلا في الأيام الأخيرة للمساهمة بتوفير الأمن لمادورو، حسب زعم وكالة الأنباء الغربية.

وفي حين أن الولايات المتحدة وروسيا كانتا حتى الآن أكثر القوى ظهوراً من خلال مواقفهما تجاه الأحداث الأخيرة في فنزويلا ، فقد اتخذت دول أخرى كذلك مواقف إلى جانب أحد الطرفين المتصارعين.

 كندا والمملكة المتحدة من جهتهما انضمتا إلى جانب ترامب في دعم "خوان غوايادو"، بينما وقفت الصين وإيران وسوريا وتركيا إلى جانب مادورو، وأدانت أي تدخلات أمريكية هادفة  لتغيير النظام الفنزويلي، بينما دعا كل من الاتحاد الأوروبي والهند إلى الحوار. 

وفي منطقة أميركا اللاتينية نفسها، أيدت الأرجنتين والبرازيل وشيلي وكولومبيا وكوستاريكا والإكوادور وغواتيمالا وهندوراس وبنما وباراغواي وبيرو المعارضة ، في حين أعلنت بوليفيا وكوبا والسلفادور ونيكاراجوا تضامنها مع حليفهما اليساري مادورو، وعرضت كل من المكسيك وأوروغواي استضافة المحادثات بين الجانبين في فنزويلا.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: