رشا شربتجي.. الحاضرة الغائبة
تتلمذت على يدِ أبيها، وشقّت طريقها الفني بحرفية عالية، فجعلت من اسمها علامة فارقة في عالم الإخراج التلفزيوني، هي ابنة المخرج المخضرم هشام شربتجي، الوالد الذي مدّ يد العون لابنته في بداية مشوارها، فكانت مساعدته في مسلسلات حققت شعبية كبيرة في سوريا، كـ(عيلة 7نجوم، 8نجوم، بنات أكريكوز، قلة زوق وكثرة غلبة وغيرهم)، ولكن سرعان ما شقّت طريقها ببراعة لافتةً الأنظار إلى مسلسلاتها التي لا يمكن أن يمرّوا مرور الكرام في زحمة الدراما السورية كل عام.
جعلت رشا من كاميرتها مرآة حقيقية لكل ما يجري على الواقع، فنقلت هموم الشارع السوري وتفاصيل الحياة اليومية للمجتمع بشفافية كبيرة، بدءاً من مسلسل قانون ولكن، مروراً بأشواك ناعمة وغزلان في غابة الذئاب وزمن العار، انتهاءً بتخت شرقي والولادة من الخاصرة في عام 2012.
بالتأكيد مسيرة رشا شربتجي ممتدة إلى الآن، لكن ما قدّمته بعد 2012 لم يرقَ إلى ذائقة المشاهد، فاتجهت نحو الدراما الرائجة، أو كما تسمى (البان آراب)، ففقدت المصداقية والشفافية التي استهلّت بها مسيرتها، وأصبح المشاهد لا يستطيع تمييزها عن المخرجين الذين يتخصصون في الدراما المشتركة التي تقوم على فبركة الأحداث وصناعة محتوى يستقطب ممثلين من جنسيات عربية مختلفة، فأخرجت مسلسلات مثل (علاقات خاصّة، سمرا، شوق، طريق)، بالتأكيد يستثنى من هذه الأعمال مسلسل شوق الذي عُرِض في عام 2017 فلاقى استحسان شريحة جيدة من السوريين.
بالتأكيد، للأزمة التي حلّت بسورية آثارها السيئة على جميع مفاصل الحياة في سورية، ومنها الدراما، ولكن عندما يقدم اللّيث حجو مسلسلات كضبّوا الشناتي والندم، ويقدّم رامي حنّا غداً نلتقي، نجد حينها أن عذر الأزمة وانعكاساتها بات غير مقبول.
تتجه رشا شربتجي مؤخراً إلى لبنان لإنجاز مسلسلات لبنانيّة بنفَس سوري، فبعد مسلسلات سمرا، طريق، وما فيّي الذي يعرض الآن على محطتي أبو ظبي وmtv تتحضّر رشا لتصوير مسلسل جديد بعنوان مبدئي "قوانين الحب"، على الرغم من أنّ هذه الأعمال تلقى رواجاً من قبل الجمهور العربي، لكن الجمهور السوري له على رشا حقّ، بعد أن اشتاق لرشا التي أخرجت (أشواك ناعمة، غزلان في غابة الذئاب، زمن العار وغيرهم)، فهل من عودة يا رشا؟
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: