رسائل من كابول إلى دمشق.. جزء من النص مفقود!
طالبان في كابول
وستعلن أفغانستان قريباً إمارة إسلامية
مقاتلو الحركة المتعصبون داخلوا القصر الرئاسي
فصدحت مآذن الجولاني في إدلب ابتهاجاً
أما دمشق فطلبت من قسد ذراع أمريكا في سوريا أخذ العبرة
سقوط حكومة أشرف غني وانتصار طالبان حملا خبراً جيداً لحكومة دمشق وآخر سيء
الخبر الجيد أن أمريكا قد تتخلى عن حلفائها في سوريا بسرعة الضواء
أما الخبر السيء أنّ انتصار طالبان سيعزز شرعيتها لقيادة «الجهاد العاملي»
وسيمد إخواتها في الجهاد داخل سوريا بالإلهام للصمود أكثر على الأقل حالياً وربما أخطر لاحقاً
رسائل من كابول إلى دمشق !
قيادات ومقاتلون يهربون إلى الحوامات الأمريكية وهي تغادر شرق الفرات هذا سيانريو جيد للحكومة السورية
في المقابل مقاتلون متطرفون يدخلون غرب سوريا عبر تركيا لنصرة إخوتهم بالجهاد في إدلب
هذا السيناريو سيزيد الأمور تعقيداً في البقعة الأكثر استعصاءً في سوريا.. فهل يحدث ذلك ؟!
عام 2013 تحدثت وكالات أنباء عالمية عن وصول مقاتلين من طالبان الباكستانية وليس الأفغانية للجهاد في سوريا..
لكن الحركة نفت ذلك في بيان وقالت إنّ بعض المقاتلين ذهبوا إلى سوريا "بشكل منفرد"
بعد ذلك عام 2014 وحين استعر النزاع بين داعش وجبهة النصرة في سوريا.. دعت حركة طالبان الأفغانية إخواتها في الجهاد إلى توحيد الصف وتجنّب الصراع
هدف طالبان في تلك الفترة كان مقتصراً على قتال قوات التحالف الأمريكي في أفغانستان..
أما الآن وقد خرجت أمريكا فكيف سيكون الحال ؟!
«اتفاق ناقص»
شباط 2020.. وقعت الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان اتفاقاً تاريخياً في الدوحة..
تضمن التزام الحركة المتطرفة بعدم السماح لأيّ شخص باستخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها
الاتفاق لم يتضمن أي التزام من طالبان بقطع علاقاتها مع القاعدة والجماعات الجهادية..
وهذا أمر مختلف !
عدم السماح لا يعني فك الارتباط والاتفاق محصور بعدم التعرض لأمريكا وحلفائها فقط ولا يشمل خصومها كسوريا مثلاً..
أفغنة سوريا
«الإدريسي» قيادي تونسي في تنظيم الجولاني تمرّد معلقاً على أحداث أفغانستان أن «ما بعد تحرير أفغانستان ليس كما قبله وطالبان قررت إعادة رسم سياسة العالم من جديد»..
فهل يبالغ في ذلك ؟!
أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم هيئة تحرير الشام في إدلب حاول استنساخ نموذج طالبان في سوريا حين خلع عباءة القاعدة وبعث رسائل طمأنة إلى واشنطن للتفاهم معها محاولاً الظهور وكأنه "حركة تحرر وطنية"
لكن أمريكا لم تستجب بالشكل المطلوب حتى الآن..
«مساحيق»
تحاول طالبان أن تظهر وكأنها تحترم القواعد وتضع مساحيق دبلوماسية لتغيير وجهها في الخارج لكن قيادتها للجهاد العالمي لم يعد خياراً بل ضرورة لها لاستمرارها..
فتبديل جلدها سيدفع أعضاءها المتعصبين للالتحاق بصفوف منافسيها الشرسين أمثال تنظيم الدولة
طالبان أيضاً مدعومة من قطر أي أنها ستصبح صديقاً جيداً للأتراك
وسيكون من الصواب انتباه دمشق إلى إمكانية استثمار أنقرة للحركة في سوريا
في المقابل، وبينما يهدد الغرب بعدم الاعتراف بطالبان وجه جيران أفغانستان (الصين - وروسيا - إيران) وهم أصدقاء سوريا رسائل إيجابية للاعتراف بطالبان مقابل عدم إزعاجهم..
وعليه فإن طالبان إذا ما كانت دبلوماسية بقدرٍ كافٍ فإنها لن تقدم على أمر يزعج روسيا وإيران في سوريا على الأقل
ويبقى جزء من السيناريو مفقود بانتظار قادم الأيام.. ؟!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: