Monday November 25, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"رحى الحرب" تطيح بالقمح السوري

"رحى الحرب" تطيح بالقمح السوري

نور ملحم

يمرّ موسم حصاد القمح في سوريا هذا العام بأيامٍ حرجةٍ، إذ أطلق مزارعون ومعنيّون بالأمن الغذائيّ نداءات تحذيرٍ بعد التهام الحرائق لآلاف الدونمات المزروعة، والتي تشكّل الضامن الوحيد للمزارعين في تأمين معيشتهم طوال العام القادم، ومصدراً لـ50% على الأقلّ من الاستهلاك المحليّ من القمح.

وتحاول الحكومة الحصول على القمح من منطقة الجزيرة السورية التي أصبحت منطقة صراع للكثير حيث أطلق عليها "معركة القمح"، وهو ما لا يقلّ أهمية عن المعركة التي تخوضها الأطراف المتصارعة في المنطقة، ورغم المصيبة الكبيرة التي حلت بالفلاحين، فإن الخطة الحكومية مستمرة بالتخطيط لمستويات إنتاج قمح عالية، وتقدر في هذا العام بحوالي 1,8 مليون هكتار، بحسب ما صرح به مدير الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة المهندس عبد المعين قضماني  لـ جريدتنا " الذي أكد إن إجمالي المساحات المزروعة بمحصول القمح لهذا الموسم بلغت حتى الآن 1019010 هكتار بنسبة تنفيذ 57% من الخطة المقررة، منها 427187 هكتار مروي و591823 هكتار بعل، لافتاً أن أكبر نسبة في "إدلب" بلغت 91% رغم خروجها عن سيطرة الدولة، على حين احتلت "الحسكة" المرتبة الأولى من جهة المساحة المزروعة لتصل لـ421 ألف هكتار، تلتها "حلب" 158 ألفا، ثم "الرقة" 140 ألفا.

وأشار القضماني إلى أن تنفيذ الخطة الزراعية خلال سنوات الأزمة كان بنسبة تصل إلى أكثر من 90%، كما أن كلاً من محافظات الرقة والحسكة ودير الزور وحلب أنتجت خلال الأزمة من القمح 80% من إنتاج سوريا، بالرغم من كونها خارج السيطرة، مبيناً أن خسائر الفلاحين تجاوزت 3 مليارات ليرة سورية نتيجة الحرائق التي تتعرض لها المحاصيل الزراعية، حيث التهمت النيران مساحة تقدر بـ 20 ألف هكتار في المنطقة الشمالية من سوريا.

يأمل السوريون في إيجاد طريقة أو خطة مدروسة ومنفذة على أرض الواقع دون أن تدخل يد الفساد بها، لإنقاذ ما تبقى من القمح السوري، الذي أنقذ خلال القرن الحالي المحصول الأمريكي عندما شهدت أمريكا ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، الأمر الذي ألقى بتأثيره السلبي على محاصيل القمح وكاد أن يفتك به ويدمره بعد فشل محاولات عديدة لإنقاذه، ثم جاء الحل من سوريا من خلال اكتشاف علماء أمريكيين بذور القمح  السوري التي حققت الهدف لأنها الوحيدة التي لم تصبها الآفات والحشرات من بين 20 ألف نوع آخر من النباتات تم تدميرها بسبب تلك الآفات، وذلك في تجربة أجريت بحقل مغطى بولاية كنساس الأمريكية.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: