Saturday June 21, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

قيادات "قسد".. يكذّبون بعضهم

قيادات "قسد".. يكذّبون بعضهم

 

الكذب العلني، صفة مميزة لقيادات "قوات سورية الديمقراطية"، ففي وقت لا تخجل فيه الإدارة الأمريكية من إطلاق التهديد العلني بوقف دعمها السياسي والعسكري لـ "قسد"، في حال توجهت للحوار مع الحكومة السورية حول أي قضية، فإن قياديا بارزا كالقائد العام لـ "قسد"، لم يخف ذلك أيضا، إذ قال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قبل أسبوع من الآن إن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، هي من أوقفت الحوار مع "دمشق"، إلا أن قياديا آخر كـ "آزاد برزاي"، لا يخجل من الكذب حين يقول إن الدولة السورية هي من أوقفت الحوار مع "قسد".

برزاي، الذي يشغل منصب "عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية"، لا يشير اسمه إلى الجنسية السورية، فبعد السؤال من قبل "جريدتنا"، لعدد كبير من أهالي الريف الشمالي لمحافظة الحسكة، تبين عدم وجود عائلة كردية سورية تحمل هذا الاسم، ومن المرجح أنه من قيادات "حزب العمال الكردستاني"، الذين يحملون الجنسية التركية، ولابد هنا أيضاً من الإشارة إلى أن القرار السياسي لـ "مجلس سورية الديمقراطية"، المفترض أنه مشكل من خليط من الأحزاب والقوى المنتمية للأعراق والقوميات الموجودة في الجزيرة السورية، هو بيد قادة "الكردستاني"، من غير السوريين، والتصريحات الكاذبة والمتضاربة سمة عامة للعمل السياسي والإعلامي لـ "قسد"، والمجلس السياسي الذي يمثلها، سواء أكان ذلك يتعلق بقضايا سياسية أو عسكرية أو اقتصادية، وعلى سبيل المثال، تحضر التصريحات التي أطلقتها ما تسمى بـ "الإدارة الذاتية"، عن "منح الفلاحين حرية تسويق محاصيلهم"، معلنة أنها لا تمانع أن يقوم الفلاح ببيع محصوله لـ "الحكومة السورية"، إلا أنها وجهت كامل حواجز ميليشيا "الآسايش"، بعرقلة ومنع مرور الشاحنات المحملة بالقمح والشعير إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية.

الكذب الصادر عن "قسد"، لا يمنعها أيضا، من نفي تقارير الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية كـ "هيومن رايتس وواتش"، حول تجنيد الأطفال، في صفوف الميليشيات التابعة لها، إلا أن قراراً صادراً عن "القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية"، المدعو "مظلوم كوباني"، بتاريخ 5 أيلول من العام الماضي، يقضي بأن يمنع تجنيد من هم دون سن 18 عشر في صفوف "قسد"، إلا أن هذا القرار لا يمنع من اقتياد الأطفال إلى معسكرات التدريب من القرى التي يقطنوها في "ريف الحسكة" الجنوبي، إضافة إلى خطف وتجنيد القاصرات ضمن صفوف "وحدات حماية المرأة"، التي تعد الجناح النسائي المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر الأحزاب الكردية، والواجهة الأساسية لـ "قسد"، في تعاملها مع القوات الأمريكية.

تحاول قيادات "قوات سوريا الديمقراطية"، الذهاب نحو تحميل الحكومة السورية مسؤولية الهزيمة التي قد تلحق بها إذا ما توجهت أنقرة نحو بدء العملية العسكرية التي تهدد بإطلاقها "شرق الفرات"، لمحاربة "الوحدات الكردية"، والأخيرة التي يحكم قرارها من قبل قيادات "حزب العمال الكردستاني"، لا تمتلك القدرة القتالية على مواجهة "أنقرة" وميليشياتها، وما حدث في مدينة "عفرين"، خلال العام الماضي، خير دليل على أن "واشنطن" لن تذهب نحو حماية "الوحدات الكردية"، ولن تسمح لهذه الوحدات بالبحث عمن يحميها من آلة القتل التركية، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الأكاذيب التي تطلقها قيادات الكردستاني لا تقف عند حدود اتهام "الحكومة السورية" بالموافقة على العداون التركي، بل تذهب نحو تحميل مكونات المنطقة من غير الأكراد مسؤولية عدم المشاركة في قتال "أنقرة"، مع العلم أن العشائر العربية لن تدخل في معركة خاسرة لصالح الميليشيات الكردية، التي تحاول ترسيخ مفهوم "الإدارة الذاتية"، و"فدرلة الشمال"، تحت حكم "كردي"، ليبقى الشمال السوري حديقة خلفية لـ "الكردستاني"، بكل أنشطته المشبوهة من تجارة المخدرات وزراعة الحشيش وتهريب النفط والمحاصيل الزراعية.

إن الحوار مع الدولة السورية، كان قائما من خلال مجموعة من الجلسات التي عقدت في العاصمة السورية، ويقول مصدر خاصة لـ "جريدتنا"، من حزب "سوريا المستقبل"، الذي يشكل واجهة جديدة لـ "قسد"، في مناطق محافظة الرقة وريف حلب الشرقي، إن الحكومة السورية كانت منفتحة جداً على الحوار، إلا أن الوفد الذي مثل "قسد"، في دمشق، وكان رئيس حزب سوريا المستقبل المدعو "إبراهيم القفطان"، أحد أعضائه، حمل مجموعة من المطالب التي كان من المعروف إن "دمشق" سترفضها جملة وتفصيلا، فلا "اعتراف من الحكومة بالإدارة الذاتية"، ولا تقبل "دمشق" بتقاسم النفط على أساس أن الإدارة أمر واقع، ولا إعفاء لعناصر "قسد"، من الخدمة الإلزامية على اعتبار إنهم "أدوا خدمة إلزامية مع قسد"، ويؤكد المصدر أن هذه المطالب كانت كتبت من قبل قادة "القوات الأمريكية"، لترفضها الحكومة السورية.

المصدر: خاص

شارك المقال: