Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

قطر تتحرك بوجه الخليج !

قطر تتحرك بوجه الخليج !

كان من المتوقع أن تكون القمتين العربية والخليجية اللتين عقدتا مؤخراً في السعودية، بوابة لمرور النظام القطري إلى الحضن الخليجي مرة أخرى، إلا أن انقلاب الدوحة على بياني القمتين، والتحفظ على تحويل إيران إلى العدو الاول للعرب من خلال تبني الحاضرين في القمة لجملة من المواقف السعودية تجاه طهران، تسبب بزلزال سياسي هز الخليج، خاصة كياني السعودية والإمارات الذين يحاولان تحجيم الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط لجهة جملة من الأهداف.

ربما تكون حركة "حماس"، هي الجسر الذي مرّت من فوقه العلاقات القطرية - الإيرانية، فطهران التي تحاول تفكيك ألغام دينية تحاول بعض الأنظمة العربية تفجيرها لتحويل المنطقة إلى ساحة لصراع عقائدي، تجيد التعامل مع "الإخوان المسلمين"، من خلال علاقتها بكل من حركة حماس و"أنقرة"، ومؤخراً قطر، ويحسب للحكومة الإيرانية هذا التوجه على الرغم من خطورته لرغبتها بعد تحول التنافس الاقتصادي مع جيرانها إلى حالة من الصدام الديني الذي قد تستثمر فيه الولايات المتحدة الأمريكية لتحوله إلى صراع مسلح.

أن المحاولات السعودية بتحويل بوصلة السياسة العربية نحو معاداة إيران واعتبراها "الشر الأكبر"، على المنطقة، تأتي بدفع من واشنطن و تل أبيب بشكل مباشر، وإن كانت الأسباب السعودية في هذا الإطار تتعلق بتزعم المشهد الإسلامي، ومحاولتها الإبقاء على إيران خارج حسابات أسواق النفط العالمية، وعلى ما يبدو أن النظام القطري الذي أقصي من المشهد الخليجي بدفع من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، ضمن صراع قبائلي بحت على سيادة المشهد الخليجي، إلا أن ذلك لا يسقط أسباباً هامة بالنسبة لابن سلمان في محاربته لقطر، ومنها دعم الإخوان المسلمين والشراكة الاستراتيجية مع تركيا التي تعتبرها الرياض "منافسا قويا على زعامة العالم الإسلامي"، حالها في ذلك بالنسبة للسعودين حال إيران.

وإن كانت "قطر"، تذهب نحو مقامرة كبرى باستمرار عزلتها الخليجية من خلال تحفظها على البيانات السعودية التي كتبت للقمتين، فإنها تدرك تماماً إن إيران كشريك اقتصادي وسياسي قريب منها، قد يؤمن بدائل للحصار المفروض عليها، كما إن إيران التي تسعى لطرق الباب الخليجي من خلال علاقات مستدامة ترفضها السعودية، قد تجد في الدوحة طاولة تجمعها مع خصومها من جيران الخليج، وأكثر المواقف تشدداً قد تلين ذات يوم.

إن الفصل القطري بين الملفات العالقة مع إيران، يشبه تماماً السياسة الإيرانية التي تناقش كل ملف على حدة، وأي تقارب قطري - إيراني، لن يكون من الضروري أن يفضي إلى تحسن العلاقات ما بين الدوحة و دمشق، فالأخيرة تضع شروطاً واضحة في ذهابها نحو إعادة تطبيع العلاقات مع أي دولة اتخذت مواقف سلبية خلال الحرب المفروضة عليها، فيما تقف الحكومة القطرية ضمن المحور الأمريكي بخصومة كبيرة ضد سوريا، وقياساً على استمرارها في تمويل تنظيمات متشددة مثل "جبهة النصرة"، والميليشيات ذات الطابع الإخواني في الشمال السوري، يؤكد أن الملف السوري لم يوضع على طاولة البحث بين الحكومتين اللتين تواصلان هزّ منطقة الخليج بزيادة العلاقة الاستراتيجية فيما بينهما.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: