Monday April 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«قسد» تشن حرباً ضد «بسطات المحروقات»

«قسد» تشن حرباً ضد «بسطات المحروقات»

محمود عبد اللطيف

قررت "قوات سوريا الديمقراطية"، العمل ضد "بسطات المحروقات"، التي باتت مهنة يعيش منها عدد كبير من السكان المحليين في المناطق التي تحتلها "قسد"، من المنطقة الشرقية، وعلى الرغم من قلة نوافر المواد النفطية في أسواق المنطقة، إلا أن قوافل النفط لم تتواقف عن الانتقال من الخقول السورية إلى إقليم "شمال العراق"، كما عادت بعض القوافل لتشق طريقها لصالح تركيا وتنظيم "جبهة النصرة"، برغم حالة العداء المفترضة بين "قسد"، وكل من أنقرة والتنظيمات الإرهابية الموالية لها في الشمال السوري.

كيف سنعيش..؟

يؤكد "أبو حيان"، أن غالبية أصحاب البسطات التي تبيع المحروقات المكررة بشكل بدائي في المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، هم من الأشخاص الذين تعرضوا لعمليات بتر الأطراف السفلية أو العلوية نتيجة لإصابتهم بتفجير ألغام أو عبوات ناسفة من مخلفات الحرب، وبالتالي لم يعد بإمكانهم ممارسة مهنهم السابقة، ما جعل من "بسطات المحروقات"، ملاذهم الأخيرة لتأمين لقمة العيش، وعلى ذلك يمكن اعتبار أن قرار "قسد"، وإن كان في ظاهره جيداً بهدف حماية السكان من خطر اشتعال الحرائق، إلا أنه أضر بالكثير من الأسر التي قطعت أرزاقها.

ويقول "محمد الخليل"، خلال حديثه لـ "جريدتنا"، إن «السبب الرئيسي من وراء قرار "قوات سوريا الديمقراطية"، بإزالة ما تسميه بـ "البسطات العشوائية"، لم يصدر إلا لحصر عمليات بيع المحروقات بمحطات الوقود التي تسيطر عليها، أو من خلال التجار الذين يرتبطون بها، فدوريات "الآسايش"، التي نفذت القرار لم تقترب من أي "بسطة"، يمتلكها أحد عناصر "قسد"، أو أقربائه، فالمسألة كما يقول المثل الشعبي "خيار وفقوس"».

تتحدث "آمنة الجاسم"، عن صعوبة الحصول على المحروقات من "محطات الوقود"، التي تشهد بشكل مستمر ازدحاماً شديداً، وقد تضطر بعض النسوة اللواتي أصبحن مسؤولات بشكل كامل عن أسرهن بعد فقدان الزوج، إلى الوقوف لساعات طويلة للحصول على كميات قلية من المحروقات التي تستخدم حالياً في التدفئة أو حتى الطهي، فـ "بابور الكاز"، عاد للظهور في مناطق المحافظات الشرقية منذ أن بدأت الحرب بسبب صعوبة واستحالة الحصول على "اسطوانة غاز".

الأسعار ترتفع يومياً

يصل سعر ليتر البنزين المكرر بشكل نظامي إلى 600 ليرة سورية، ما يجعل من البنزين المكرر بشكل بدائي هو المادة الأكثر رواجاً في المنطقة الشرقية نتيجة لوقوف سعره عند 200 ليرة سورية، وذلك على الرغم من احتوائه على شوائب تؤدي إلى أعطال مستمرة في الآليات، وقد يؤدي إلى كوارث في بعض الأحيان من خلال اشتعال السيارة أو الدراجة النارية التي تعمل باستخدامه.

ويباع المازوت المكرر بشكل نظامي بسعر قد يصل إلى 400 ليرة سورية في السوق السوداء ضمن مناطق المحافظات الشرقية (الحسكة – جدير الزور – الرقة)، فيما يباع "المازوت"، المكرر بشكل بدائي بسعر يصل إلى 75 ليرة في مناطق محافظة الحسكة، وبحوالي 150 ليرة في مناطق ريف دير الزور والرقة، ولا يملك السكان أو أصحاب محطات الوقود تفسيراً لهذا الفارق في التسعير من قبل "قوات سورية الديمقراطية"، التي تتحكم بسوق بيع المشتقات النفطية المكررة بشكل بدائي.

يتحدث السكان المحليون عن معانتاهم من قلة توافر المحروقات بما في ذلك المكررة بشكل بدائي في مناطقهم على الرغم من الاحتياج الكبير لها في عملية الزراعة، في وقت عادت فيه قوافل النفط للتحرك من حقول المنطقة الشرقية نحو مناطق ريف حلب الشرقي الذي تسيطر عليه "قسد"، بهدف تهريبه إلى المناطق التي تحتلها قوات النظام التركي، من خلال "معبر أم جلود"، الواقع إلى الشمال الشرقي من مدينة "منبج"، ومعابر أخرى تقع إلى الجنوب من مدينة "عين العرب"، الأمر الذي يؤمن لـ "جبهة النصرة"، وبقية الفصائل المنتشرة في مناطق محافظة إدلب وريف حلب الجنوبي المحروقات اللازمة لتحريك آلياتها القتيلة المتنوعة.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: