"قسد" تهرول نحو دمشق.. والأخيرة تضع شروطها

تحدثت مصادر كردية عن عقد اجتماع بين الحكومة السورية وممثلين عن "مجلس سوريا الديمقراطي"، في مدينة دمشق بوساطة روسية، حاولت من خلالها القوى الكردية الهرب نحو العاصمة للبحث عن مخارج للمنطقة الآمنة التي تحاول الحكومة الأمريكية فرضها في المنطقة الشمالية من سوريا بالتعاون مع أنقرة بما يعطل حلحلة ملف المنطقة الشرقية لأطول وقت ممكن.
الوفد الذي مثل "مسد"، كان برئاسة القيادية "إلهام أحمد"، التي تشغل منصب الرئيس المشترك للمكتب التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية، وحملت مجموعة من الملفات على رأسها الملف الأمني للحدود المشتركة مع تركيا، وقد قدمت الدولة السورية شروطاً أساسياً للحوار على رأسها قبول "قوات سوريا الديمقراطية"، بتسليم كامل الشريط الحدودي، مع الانسحاب الكامل من مدينتي "الحسكة – القامشلي"، إضافة لتسليم كامل الأسلحة الثقيلة التي تسلمتها "الوحدات الكردية"، من الحكومة السورية في العام 2013 خلال المعارك التي خاضتها مع الميليشيات المسلحة التي كانت تنتشر في المناطق الشمالية من سوريا، قبل أن تعلن هذه الوحدات الولاء المطلق للإدارة الأمريكية.
كما طلبت الحكومة السورية بإعادة تفعيل المؤسسات الحكومية في كل من مدينتي "الرقة – الطبقة"، إضافة لتسليم "سد الفرات"، وإخلاءه من قبل "قسد"، بشكل نهائي، على أن يكون العمل لاحقا على بلورة بقية مسائل التسوية السياسية، وتؤكد المصادر إن "قسد"، لم تبدي أي موقف رسمي مما طرحته الحكومة السورية، مشيرة إلى أن الموقف الأمريكي من الحوار مع "دمشق"، قد يتبدل إذا ما عملت الحكومة الروسية على التحرك لعقد جلسات حوار مع الإدارة الأمريكية حول المنطقة الشرقية وشكل الحل النهائي فيها. المصادر توقعت أن يتم إعلان قبول "قسد"، لإعادة تفعيل دوائر ومؤسسات الدولة السورية في مدينتي الرقة والطبقة قريبا جداً، كبادرة لحسن النية في الحوار مع "دمشق"، مشيرة إلى الاخيرة أبدت مرونة كبيرة في بعض المسائل التي تطالب بها "قسد"، إلا أنها رفضت بشكل قاطع الحديث عن "إدارة ذاتية"، مستقلة القرار أو شبه مستقلة القرار.
المعلومات تشير إلى أن توجه "قسد"، إلى الحوار مع "دمشق"، أفضل بكثير من خسارة المناطق الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي بدفع أمريكي لصالح تركيا، مشيرة إلى أن أنقرة مصرة على أن يكون عمق المنطقة الآمنة نحو 32 كم على أن يكون طريق عام "حلب – الحسكة"، هو الحد الجنوبي لهذه المنطقة، كما كشفت بعض المعلومات عن تسليم الأتراك للحكومة الامريكية قائمة بأسماء المناطق التي سيتم إنشاء قواعد عسكرية تركية غير شرعية فيها، منها "عين عرب – تل أبيض – القامشلي - عامودا – الدرباسية – المالكية – رأس العين"، على أن يتم الاتفاق لاحقا على إقامة نقاط مراقبة مشتركة تجمع القوات الأمريكية والتركية.
وكانت صحيفة "حرييت" التركية، قد نشرت ما وصفته بالمعلومات الخاصة عن آخر اجتماع جمع المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الاتراك في قاعدة عسكرية في منطقة "أجة قلعة"، جنوب مدينة "أورفا"، التركية، والذي تم الاتفاق فيه على بدء وصول الجنود الأمريكيين الذين سيقيمون في تركيا لمراقبة ما أسمته بـ "المنطقة الآمنة"، التي اتفق الطرفين على كامل تفاصيلها فيما عدا العمق الذي قد تشمله من الأراضي السورية، علما إنها ستكون منطقة ممولة من مجموعة من الدول لإقامة مراكز إقامة للاجئين السوريين الذين سترحلهم تركيا والدول الأوروبية.
يذكر أن الحكومة السورية رفضت بشكل قاطع الاتفاق الأمريكي – التركي لسلخ أي جزء من الأراضي السورية تحت مسمى المنطقة الآمنة، فيما كانت الحكومة الروسية قد طرحت فكرة تطبيق "اتفاق أضنة"، الذي كان قد وقع بين الحكومة السورية والتركية في العام 1998.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: