Monday April 28, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«قسد».. البضاعة الأرخص

«قسد».. البضاعة الأرخص

 

إن صدق الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، - وأغلب الظن أنه يكذب -، في تصريحه بما يخص الهجوم الوشيك على مناطق "شرق الفرات"، فإن على "قسد"، أن تعي أن واشنطن أدخلتها في معركة خاسرة بعد أن أجبرتها على تفكيك الفخاخ المتفجرة ونزع حقول الألغام وتدمير التحصينات والأنفاق قرب الحدود، وعلى قادة "قسد"، أن يكفوا عن الكذب على جمهورهم بشأن الحماية الأمريكية لهم، ولاحقاً يجب خفض سقف طموحاتهم في الشأن الداخلي، ويتجهوا لدق باب دمشق بجدية.

غالباً فإن تصريح الرئيس التركي بعملية جديدة ووشيكة في الداخل السوري، هي لتحصيل مكتسب سياسي فيما يسمى بـ "المنطقة الآمنة"، لتكون خاضعة للقوات التركية بشكل مباشر، لتتمكن "أنقرة"، من تنفيذ مشاريع عديدة لإعادة السوريين إلى هذه المنطقة التي تقول وسائل الإعلام التركية أنه سيتم إنشاء ٣٠ قرية و٣ مدن تستوعب اللاجئين، على أن هذه الخطة مدعومة من أوروبا التي تتأمل بالتخلص من ثقل وجود اللاجئين غير الفاعلين في أراضيها.

أيّ معركة سياسية أو عسكرية قرب الحدود، هي خاسرة بالنسبة لـ "قسد"، فالأتراك ضمنوا موقف أوروبا حيال مشروعهم، وضمنوا موافقة "واشنطن"، التي تريد بحسب رئيسها "دونالد ترامب"، سحب قواتها من "شرق الفرات"، وهو أمر نقله وزير الخارجية التركية "مولود شاويش أوغلو"، في حديثه لصحيفة "صباح على أن تصريح أمريكي مباشر من" ترامب"، للرئيس التركي"أردوغان"، خلال لقائهما على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

الظاهر أن "أنقرة" تحاول تحصيل المنطقة الآمنة بدون اشتباك عسكري مباشر مع" قوات سوريا الديمقراطية"، الأمر الذي قد تذهب" واشنطن"، نحو تحقيقه بإجبار "قسد"، على الانسحاب إلى خارج حدود هذه المنطقة دون أن تبقى الميليشيات التي شكلت تحت مسميات "المجلس العسكري في رأس العين"، و"المجلس العسكري في تل أبيض"، على ان يكون للميليشيات الموالية لـ" أنقرة"، هي من تنتشر إلى جانب الجيش التركي في المنطقة التي ستكون أشبه بـ" محمية إخوانية"، ومنطقة ضغط سياسي على أيّ عملية انتخابية قد تجري في سوريا بعد انتاج حل سياسي، وذلك من خلال توجيه السوريين المقيمين فيها نحو ما تريده مجموعة الدول الممولة لمشروع "المنطقة الآمنة".

إن جملة الأحداث التي تشهد في المنطقة الشرقية تؤكد أن "قوات سوريا الديمقراطية"، هي البضاعة الأرخص في حسابات الإدارة الأمريكية، برغم ما تحاول قيادات "قسد"، الترويج له من حماية مطلقة لمشاريعها ذات الصبغة الانفصالية، ويؤكد ذلك عدم تحرك "واشنطن"، لتمثيل "قسد"، في اللجنة الدستورية.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: