Sunday May 5, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

قرار ترامب انتصار حاسم لبوتين

قرار ترامب انتصار حاسم لبوتين

 

قدم قرار الرئيس "دونالد ترامب" بسحب القوات الأمريكية من سوريا انتصاراً مهماً للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، حيث أضحت روسيا القوة الدولية الوسيطة الوحيدة في هذا البلد الذي مزقته الحرب، وستمتلك فرصةً لتعزيز نصرها الحاسم على مستوى البلاد لصالح حليفها السوري الرئيس بشار الأسد.

كما أن أسلوب إعلان الإنسحاب الارتجالي، عبر تسريبات حكومية لوسائل الإعلام وتغريدة مقتضبة كتبها الرئيس عل تويتر، ثم ظهور تلفزيوني من حديقة البيت الأبيض، كل ذلك ساهم في المزيد من تقويض ثقة حلفاء الولايات المتحدة في سوريا والشرق الأوسط بها.

من جهته أثنى الرئيس الروسي على القرار الأميريكي بالانسحاب، متفقاً مع ترامب في أن هزيمة داعش تحققت بنسبة كبيرة، بالمقابل فاجأ قرار ترامب الدبلوماسيين والعسكريين داخل الولايات المتحدة، وتناقض مع تصريحاتهم، التي أكدت أن القوات الأمريكية لن تنسحب من سوريا، حتى يتم القضاء على داعش بشكل كامل.

يذكر أن علاقة الرئيسين الأمريكي والروسي شهدت توتراً، إثر إقدام ترامب على فرض عقوبات بحق روسيا وتنفيذه ضربة عسكرية لمرة واحدة ضد حليفها الرئيس السوري، لكن الفوضى في أداء ترامب تجاه الملف السوري يبدو أنها حسمت في النهاية لصالح بوتين.

كما أدت تصريحات الرئيس ترامب المنتقدة للحلفاء الأوروبيين، بالإضافة إلى عدم اهتمامه ببناء إجماع معهم، قبل إعلان قرار الانسحاب المفاجىء، إلى تدمير ثقة الحلفاء بواشنطن.

وكان تعيين جيم ماتياس في منصب وزير الدفاع قد أدى إلى طمأنة شبكة حلفاء الولايات المتحدة المنتشرة من أوروبا إلى آسيا، حيث أعلن ماتياس أن تعزيز العلاقات مع الحلفاء سيكون في بؤرة اهتمامه.

لكن إعلان الرئيس ترامب المفاجئ يوم الأربعاء عن الانسحاب من سوريا، جعل ماتياس في وضع حرج تجاه الحلفاء، إذ وجد نفسه بلا وقت أو ذريعة منطقية تبرر القرار المفاجئ، مما دفع به في النهاية إلى الاستقالة، التي يتوقع أن تقضي على أي ذرة ثقة بإدارة ترامب لدى حلفاء أميركا، بانتظار أن يجد ترامب شخصاً ملائما لتولي حقيبة وزارة الدفاع.

من جهتها أعلنت فرنسا أنها ستحتفظ بمقاتليها المقدر عددهم بألف جندي في سوريا، حتى إلحاق الهزيمة الكاملة بتنظيم داعش، مما يعني مزيداً من الانقسامات في التحالف الذي تقوده واشنطن.

وزيرة الدفاع الفرنسية صرحت أنه « لم يتم بعد تطهير خريطة سوريا من داعش، ولم يتم إزالتها من جذورها، إذ يجب القضاء على داعش في آخر المناطق التي تسيطر عليها، وبشكل نهائي وباستخدام بالوسائل العسكرية».

بينما أبدت بريطانيا الشريك العسكري الأكثر نشاطاً للولايات المتحدة انزعاجها من إعلان الانسحاب الأميركي المفاجئ، حيث تناقض تصريح وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع "غافن ويليامسون" مع ادعاءات "ترامب" الخاصة بأن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية حسمت، إذ قال الوزير البريطاني في تغريدة له يوم الخميس: «إن الكثير من العمل الشاق ما زال أمامنا حتى نضمن الانتصار في الحرب».

ودافع ترامب عن قراره، مستفيداً من استياء الرأي العام الأمريكي من الكلفة الاقتصادية لسنوات من العمليات العسكرية الأمريكية الممتدة من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا دون تحقيق أي انتصارات حاسمة، على الرغم من أن نسبة ضئيلة فقط من الرأي العام في أمريكا تشكك في نجاح وتقدم الحملة الدولية ضد داعش.

فتساءل ترامب في تصريحاته الخميس الماضي «هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الأوسط ؟ هل نريد أن نكون هناك إلى الأبد؟ حان الوقت لكي يقاتل الآخرون بدلاً عنا» فيما اتهم معارضو ترامب الرئيس بتجاهل التهديد الذي ستمثله داعش بالنسبة للولايات المتحدة وحلفاءها في حالة تنفيذ انسحاب متعجل وفوضوي.

ورأى محللون أن قرار ترامب يصب بالمحصلة في صالح بوتين الذي يعمل استراتيجياً ومنذ مدة على تقويض وحدة موقف الدول الغربية، كما أن إخلاء الساحة السورية لروسيا سيمكنها من تعزيز مكاسب حليفها الرئيس الأسد، الذي التزمت موسكو بدعمه على الرغم من الضغوط الدولية المتصاعدة والعقوبات التي استهدفت إثناءها عن ذلك، حيث تعتبر الدولة التي يقودها الأسد الحليف المخلص والقوي بالنسبة لبوتين في منطقة الشرق الأوسط.

 

 

المصدر: واشنطن بوست

بواسطة :

شارك المقال: