Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

قناة السويس من العدوان الثلاثي إلى العطل الطارئ!

قناة السويس من العدوان الثلاثي إلى العطل الطارئ!

قد تكون نظريات المؤامرة من السمات السائدة عند العرب، حيث تدور في أحاديثهم وثقافتهم بكثرة من ناحية استهداف مواردهم وطاقاتهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى حدّ غير قابل للتصديق، غير أنّ الواقع العربي السابق والحالي، يضع افتراض المؤامرة في خانة المتوقع، لا سيما أنها تأتي في ظل الإحباطات والإخفاقات لمجموعة بشرية كان لها تاريخ تتغنى به حتى اللحظة، وتعاني من تراجع عالمي في شتى المجالات، رغم احتواء بلدانها على أغنى الموارد وأهم الممرات البحرية في العالم.

قناة السويس.. من العدوان الثلاثي إلى العطل الطارئ

انشغل العالم خلال الأسبوع الأخير بالعطل الطارئ الذي أصاب قناة السويس المصرية، بعد أن علقت سفينة عملاقة في ممرها البحري الذي يعتبر الأطول في العالم، ما أدى إلى تعطل حركة الملاحة البحرية بين شطري العالم، لأول مرة منذ عام 1967 عندما توقفت حينذاك لأكثر من 8 سنوات أثناء الاشتباك المصري الإسرائيلي في حربي النكسة وأكتوبر.

 قناة السويس تمّ افتتاحها قبل 150 عاماً، ومنذ ذلك الحين ينتظر المصريون الكثير من ممرهم المائي الدولي، فالقناة يُراد منها أن تأتي بالإيرادات، غير أنها تلعب أيضاً دوراً كبيراً في الرمزية الوطنية المصرية، فالقناة كانت حاضرة كأحد أسباب الحروب على مصر، إذ تسبب قرار الرئيس جمال عبد الناصر عام 1956 بتأميم القناة وسحب الإشراف البريطاني والفرنسي عليها، بقيام الدولتين الأوروبيتين مع إسرائيل بعدوان ثلاثي على منطقة القناة مازال يدّرس في كتب التاريخ إلى هذا الوقت.

لذلك فإنّ هذا العطل الطارئ فتح العين على تسلسل زمني مرت به القناة ومصر، لا يخرج عن خانة المؤامرة، خصوصاً أن التحقيقات والأسباب في جنوح السفينة مازالت مبهمة وغير مفهومة، حتى من المصريين أنفسهم، وعليه يبرز السؤال عن الطرق المائية البديلة وعن فرضية اليد الإسرائيلية في الحادث

فهل نحن أمام حادث طبيعي أو مدبر؟

قد لا تكون الإجابة مستحبة لدى كارهي الحديث عن نظرية المؤامرة، إلا أن الكلام لم يصدر عن صحيفة عربية أو موقع عربي، فهو منشور في موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي، الذي أعاد في حادث السويس الأخير نشر وثيقة سرية تعود إلى عشرات السنين عن مخطط أميركي لفتح ممر بحري بديل لقناة السويس في صحراء النقب الفلسطينية المحتلة.

 الوثيقة التي سُربت عام 1996 تتحدث عن تفجير 25 قنبلة نووية لشق قناة عبر صحراء النقب بطول 257 كيلومتر من البحر المتوسط إلى خليج العقبة، لتكون البديل عن قناة السويس، إلا أن العائق الوحيد في التنفيذ كان بحسب الوثيقة يتمثل في رفض طول الطوق العربي للمشروع، وهذا ما يجعل الفكرة قابلة للتحقيق مع موجات التطبيع الأخيرة، لاسيما أن هناك من هو جاهز لتحمل تكلفة شق القناة.

كما أن الحديث عن القناة رافق توقيع اتفاقيات "أبراهام"، وجرى تسميتها باسم قناة البحرين نسبة إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط، وشرح فوائدها من ناحية إعمار صحراء النقب بالمستوطنين، ومؤازرة  مدينة نيوم السعودية وتوفير المياه الثقيلة المجانية لمفاعلات ديمونة، إضافة إلى تامين معبر جديد لسوق النفط الخليجي.

عدة معطيات تدفع نحو فرضية التورط الإسرائيلي في أزمة قناة السويس، من اتفاقيات التطبيع الأخيرة مع عدة دول عربية، وظهور إسرائيل كشريك مسالم للعرب، إلى حضور معادلة حيفا مقابل مرفأ بيروت المدمر، فالتطبيع لم يكن مجرد فتح سفارات ورفع أعلام، بل كان بأهداف سياسية بعيدة، تنتج واقعاً جديداً في المنطقة، يعتبر استكمالاً لما بدأه مسمى الربيع العربي.

فإذا كان الاتهام جاهزاً بفرض خيالات وأوهام عن حروب خفية، فالردّ من التاريخ وما لحق بالعرب من أزمات أنتجتها تفاهمات واتفاقيات جرت من تحت الطاولة، ولم يعلم بها أحد إلا بعد أن وقع الأمر، ولم يبق للعرب إلا الندب والبكاء على عروش أطلال، رافقتهم من قديم شعرهم، فلا نعلم قد يكون إحدى هده الأطلال ممر مصر الحيوي.

https://www.facebook.com/q.s.j.news/videos/897019434425464

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: