Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

نيوزويك ترصد علاقة قسد بدمشق

نيوزويك  ترصد علاقة قسد بدمشق

ترجمة: يارا صقر

تحرير: فارس الجيرودي

 

على الرغم من العقوبات الاقتصادية الأمريكية بحق الحكومة السورية، استمر الحلفاء الأساسيون للولايات المتحدة في سوريا ببيع النفط  لدمشق، حيث حافظت حكومة دمشق، والأكراد الذين يشكلون أغلبية "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من البنتاغون، على مصالح مشتركة لمدة طويلة، مع وجود تباين سياسي واسع بينهما، قبل وبعد التمرد والثورة الجهادية التي انطلقت في عام 2011، مهددةً كلا من الطرفين.

 ومع إثبات الطرفين كنتيجةٍ للحرب، أنهما القوتين الأكثر تأثيراً على الأرض، فإن روابطهما المستمرة تحظى باهتمام جديد.

وركزت المفاوضات بين الحكومة السورية و"قسد"على حاجة الأولى إلى النفط من المناطق الغنية بالموارد التي تحتفظ الأخيرة بالسيطرة عليها، مطالبةً بقدر أكبر من الحكم الذاتي، غير أن خطط الولايات المتحدة للانسحاب من الصراع في أعقاب الهزيمة الفعلية لجماعة "داعش" المتشددة سرعت من السعي الكردي لعلاقة جيدة بدمشق.

ونقلت  تقارير إخبارية، لوكالة "الأناضول" التركية وصحيفة  "ديلى صباح" التركية عن مصادر محلية، الخميس الماضي أنه تم التوصل إلى اتفاق جديد يسمح لـ"وحدات حماية الشعب" الفصيل الرائد في "قسد" - بمزيد من السرعة بنقل النفط عبر خطوط أنابيب جديدة، يجري بناؤها بالقرب من مدينة دير الزور التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

وحسب المصادر فقد بدأت الشركات التابعة للحكومة السورية بالفعل في تجهيز أنابيب نقل النفط بالقرب من الشحيل، وهي بلدة تقع قبالة الضفة الغربية لنهر الفرات، إلى جانب ذلك تم تنسيق الحملات المنفصلة ضد "داعش" والتي تشنها كل من الحكومة السورية في الغرب، و"قسد" في الشرق، وجاء ذلك نتيجة اتفاق تم التوصل إليه خلال المحادثات في تموز الماضي.

وفي اليوم التالي لنشر التقرير التركي ، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"  تقريرها الخاص عن الموضوع، نقلاً عن شخص على دراية بمعلومات استخباراتية أمريكية، وأيضاً نقلاً عن سائق ناقلات ينقل النفط، وتناول تقرير الصحيفة الأمريكية تفاصيل عن الاتفاق بين دمشق و"قسد".

وحسب الصحيفة الأمريكية استمرت ناقلات النفط بالمرور قرب من شرق الفرات إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية  يومياً وبواسطة "مجموعة قطرجي"، وهي شركة استهدفتها العقوبات الأمريكية الأخيرة في أيلول بسبب تورطها المزعوم في تسهيل الصفقات النفطية لصالح الحكومة السورية.

وفيما كانت المهمة العسكرية الأمريكية الرسمية في سوريا مقتصرة على هزيمة "داعش"، لكن واشنطن وحلفائها الإقليميين تدخلوا في السابق في الصراع السوري، من خلال دعمهم للمتمردين الذين يحاولون الإطاحة بـ"الأسد"، بذريعة اتهمامه بانتهاكات لحقوق الإنسان.

وكانت الولايات المتحدة بدأت باستهداف داعش حين تجاوز نفوذها نصف العراق وسوريا في العام 2014، وتعاونت مع "قسد" ضدها في العام التالي ، تماماً كما تدخلت روسيا لدعم  "الأسد".

ومنذ ان بدأت موسكو تدخلها في سوريا، كان الجيش السوري مع ميليشيات محلية موالية للحكومة، ومعهم حشد من المقاتلين من دول المنطقة جمعتهم إيران، قد نجحوا في استعادة جزءٍ كبيرٍ من الأرض السورية، وظلت محافظة إدلب شمال غرب فقط في أيدي الإسلاميين المعارضين وبرعاية تركيا، وثلث البلاد تقريباً تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" في الشمال والشرق.

وتسيطر "قسد" على معظم موارد النفط في البلاد، والتي كانت مجمل انتاجها النفطي يصل إلى 350 ألف برميل يومياً قبل الحرب، قبل أن يتضاءل إلى حوالي 25000، وفقاً للتقديرات الحالية، بينما لا تزال الحكومة تسيطر على مصافي النفط في البلاد. وساهمت حملة "قسد" الناجحة لاستعادة حقول النفط والغاز من داعش، على تجفيف منابع تمويل الجهاديين الذين كانوا يبيعون نفطهم في السوق السوداء.

 وتبدو دمشق اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الدخل، لاعادة تأسيس اقتصاد مستقر بما فيه الكفاية، ضمن تثمير انتصاراتها العسكرية المتتالية.

وقد أدى ذلك إلى عدد من اتفاقيات للتشارك في الأرباح بين الطرفين، والتي  تعود إلى عام 2017 على الأقل ، حيث واصلت دمشق دفع رواتب الموظفين في المدن التي يسيطر عليها الأكراد، كما توسعت المحادثات في العام الماضي لتشمل استعادة الحكومة السورية السيطرة على بعض المرافق مثل سد الطبقة بالقرب من مدينة الرقة الشمالية.

 بالمقابل، تطالب "قوات سوريا الديمقراطية" الحكومة في دمشق بالاعتراف على نطاق أوسع بالأقلية الكردية في البلاد، وبنيل حكم ذاتي، لكن يبقى أكثر ما يربط الطرفين وجود "داعش" كعدو مشترك.

فيما تعتبر تركيا ، حليفة الولايات المتحدة ، أن "وحدات حماية الشعب"  منظمة إرهابية بسبب علاقاتها المشبوهة مع تمرد انفصالي كردي في الداخل التركي. 

ومع اعتزام الرئيس "دونالد ترامب" الانسحاب من سوريا، أعرب العديد من المقاتلين الأكراد عن مخاوفهم من تلاشي مظلة الحماية الأمريكية لهم، إذ تتعهد الحكومة السورية باستعادة ما تبقى من الأراضي السورية بالقوة أو الدبلوماسية.

وعلى الرغم من التزام ترامب العلني بحماية الأكراد في حالة خروج الولايات المتحدة، فقد اتهمهم الشهر الماضي أيضًا ببيع النفط  الذي لديهم إلى "إيران" ، في تجاوز لطلب الأمريكي من الأكراد بعدم القيام بذلك.

وحسب المعلومات  أرسلت إيران ما يصل إلى 10،000 برميل نفط يومياً إلى سوريا، وفقاً لتقديرات موقع TankerTrackers.com"" وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن تعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة بين إيران وسوريا، زادت االمخاوف لدى بعض الدول العربية التي تشعر بتهميش متزايد لدورها من قبل طهران .

وبالتزامن مع مسارعة "قسد" لإصلاح العلاقات مع دمشق ، بدأ عدد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، استعادة علاقته بها، على  أمل إخراج ما يسمونه بالنفوذ الإيراني من سوريا.

رابط التقرير:

https://www.newsweek.com/us-oil-business-syria-trump-assad-1325018

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: