Saturday May 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«موالح ذهبية» بسعر نصف راتب الموظف !

«موالح ذهبية» بسعر نصف راتب الموظف !

 نور ملحم 

شهدت "أسواق دمشق" ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الموالح التي كانت تعتبر من أساسيات سهرات العائلة السورية فالمتابع لحركة أسواق المحامص المنتشرة في جميع أحياء دمشق سواء الشعبية منها أو الراقية يلاحظ أن الحركة شبه معدومة بعدما وصل بعض الأنواع من الموالح لنصف راتب موظف.

فالموالح في وقتنا الراهن تعد مادة التسلية الأولى في ظل زيادة تقنين التيار الكهربائي وارتفاع سعر المازوت الذي انعكس سلباً على عملية التحميص، حيث وصل وصل سعر كيلو الكاجو إلى 15ألف ليرة، بينما تجاوزه سعر كيلو البندق بألف ليرة ليصبح سعر الكيلو منه 16 ألف ليرة سورية، يليه في القائمة الفستق الحلبي الذي بلغ سعر الكيلو منه 14 ألف ليرة ومن ثم كيلو اللوز 10 ألف ليرة سورية.

حتى المكسرات الأقل ثمناً أصبحت حلم لكثير من الأسر السورية أيضاً فيباع كيلو المشكل الصيني اليوم في محامص دمشق بـ 5 آلاف ليرة، وكيلو البزر الأبيض بـ 4 آلاف ليرة أما كيلو البزر الأسود بـ 3 آلاف ليرة سورية، يباع أيضاً كيلو الفستق بكل أنواعه بـ 4 آلاف ليرة سورية.

وأكد "أبو العبد الله"  صاحب إحدى المحامص لـ "جريدتنا" أن «الطلب على الموالح لم ينخفض بسبب الارتفاع النسبي بأسعارها ولكن زاد الطلب على شراء البزورات الشعبية من بزر دوار الشمس وبزر البطيخ البلدي وفستق العبيد مع التقنين بالأنواع الأخرى» لافتاً إلى «الانخفاض الحاد من قبل زبائننا على شراء «الموالح الذهبية» والتي تتبع أسعارها صرف الدولار من (كاجو – فستق حلبي – لوز – بندق)»، مشيراً إلى أن «الزبون يضطر أحياناً إلى شراء نصف وقية منها وذلك بالمناسبات فقط».

وبحسب "أبو العبد الله" فإن «تسعيرة الموالح محررة فهي لا تخضع للتسعير المركزي من قبل مديريات حماية المستهلك وينحصر دور حماية المستهلك هنا في معالجة الشكاوى التي ترد إليها سواء ما يتعلق بالسعر أم بالجودة فقط ، مبرراً على ان السبب في ذلك إن أغلبها يأتينا من دول عربية وأجنبية عدة لذلك يلعب الاستيراد دوراً أساسياً في ارتفاع أسعارها كما تلعب أجور النقل وإعادة تنقيتها وتحميصها دوراً في ارتفاع سعر المنتج المحلي منها وللصنف من النوع الأول والثاني دور في فرق السعر وارتفاعه أيضاً».

عزفت الكثير من العائلات من أضافت صحن الموالح للضيوف حيث تشير أم سليمان "ربة منزل " في تصريح لـ "جريدتنا" من المتعارف عليه في سهراتنا العائلية البسيطة وجود أنواع مختلفة من البزورات إلى جانب الشاي أو المتة، ولكن بعد هذه الأرقام التي أراها بجانب كل نوع في المحمصة، وجدت أن حتى البزر صار من الكماليات لأمثالي من ذوي الدخل المحدود.

إجمالي الكميات المصنعة في سوريا من الموالح والمكسرات تقدر بحوالي مليون طن ونصف سنوياً بحسب ما صرح به مصدر من وزارة الزراعة لـ "جريدتنا" مبيناً أنه يتم  تصدير حوالي 30 %منها علماً أنها تستورد أنواعا كثيرة من المكسرات والموالح منها البزر الأبيض من روسيا والصين والموالح من الصين استراليا والفستق الحلبي من إيران والكاجو من الهند وجوز البيكان وغيرها من الأنواع ثم نقوم بتصنيعها وإعادة تصديرها بقيمة مضافة تصل إلى نحو20%. 

ويبلغ عدد أصناف الموالح التي تصنعها سوريا نحو خمسين صنفا تتوزع بين الفستق السوداني والقضامة وهي تصنع من الحمص المجفف والمحمص واللوز البلدي والبزر الأسود والأبيض والكاجو والبندق والفستق الحلبي، وغيرها ودخلت حديثاً أنواع جديدة مثل الذرة والمكسرات الصينية وغيرها بينما خرجت أنواع قديمة ومنها الجوز.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: