Wednesday May 8, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مؤتمر عمان: العنوان «القدس» والمضمون «سوريا وإيران»

مؤتمر عمان: العنوان «القدس» والمضمون «سوريا وإيران»

فارس الجيرودي

تحت عنوان «القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين» عقدت في العاصمة الأردنية عمان، أعمال المؤتمر الـ29 للاتحاد البرلماني العربي، لكن بدلاً أن تعكس خطابات رؤساء الوفود البرلمانية العربية، مزاج الشارع العربي، بعيداً عما تدعيه الأنظمة و الحكومات من ضرورات سياسية، لا تبدو البرلمانات العربية مضطرةً للالتزام بها، نضحت خطابات رؤساء الوفود الخليجية والوفد المصري بعبارات التسوية مع العدو الصهيوني، وكان رئيس البرلمان الكويتي الاستثناء الخليجي الوحيد، إذ أدان "مرزوق الغانم" مواقف التطبيع المخزية مع إسرائيل.

بالمقابل جرى استغلال المؤتمر من قبل رؤساء وفود البحرين والسعودية والإمارات، للهجوم الشرس على إيران بعيداً عن قضية القدس التي يحمل المؤتمر اسمها عنواناً له.

لكن بعيداً عن الشكليات، وفي العمق: كانت المشاركة البرلمانية السورية المضمون الأهم في جدول أعمال المؤتمر، إذ أنها شكلت خرقاً لفيتو سعودي-قطري استمر سبعة سنوات، حيث كان اللافت إقدام رئيس البرلمان الأردني "عاطف الطراونة" على إجراء اتصالات مكثفة بهدف الوصول إلى توافق عربي على دعوة الوفد البرلماني السوري، وتظهر جهود الطراونة والحفاوة التي استقبل بها الوفد السوري، توجهاً ملكياً أردنياً جديداً نحو تجاهل الضغوط الأمريكية الداعية للالتزام بمقاطعة الدولة السورية، والواقع أن الأردن يمتلك ذرائع قويةً لمقاومة الضغط الأمريكي، فهوبسبب أزمته الاقتصادية، وموقعه الجغرافي، وارتباطه اقتصادياً بسوريا، لا يستطيع تفويت فرصة الاستفادة من مشاريع إعادة إعمار سوريا، خصوصاً في ظل موت الآمال المعلقة سابقاً على جبهة درعا التي فتحت في وجه الجيش السوري، منذ الأيام الأولى للأزمة السورية، قبل أن تتداعى وتنهار صيف العام الماضي.

بالمثل لا تبدو المواقف الخليجية بعيدةً كثيراً عن تحولٍ شبيهٍ بالتحول الذي أصاب الموقف الأردني، نتيجة الانتصارات السورية الحاسمة في ميدان المعركة، فالحلف السعودي-الإماراتي- البحريني، أرسل عدة رسائل إيجابية بشأن عودة سوريا لجامعة الدول العربية، لكن إصرار دمشق على عدم الإقدام على أي خطوة تنازل ولو شكلية، في مواقفها، أجّل العودة السورية المرتقبة إلى الجامعة.

 فمن وجهة النظر السورية هناك فرق شاسع بين أن تعود  «سوريا إلى الحظيرة العربية» وبين أن «يعود العرب إلى سوريا»، فهذا الفرق هو الذي سيحدد موازين القوى المستقبلية المحددة لآليات اتخاذ القرار الرسمي العربي، ولا شك أن دمشق تخطط لاستثمار نصرها على التحالف الدولي الواسع الذي قادته واشنطن لاسقاطها، من أجل إحداث انقلاب في موازين القوى تلك، بحيث تشكل سوريا حلفها الخاص من الدول العربية، و الذي سيكون له اليد العليا في اتخاذ قرارات الجامعة العربية في قادم الأيام. 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: