مسؤول سوري.. لـ "المحللين السياسيين": «ارحموا عقولنا وعقولكم»
ساهمت الأزمة السورية في ظهور الكثير من المحللين السياسيين، كمحاولة من القنوات الإعلامية، وضع المشاهد السوري في بصورة الوضع بشكل كامل، لعل هذه الخطوة كانت ضرورية مع بداية الأحداث، فالمواطن لم يكن يبحث وقتها على المصداقية، بل هدفه الوحيد معرفة ماذا سيحدث وإلى أين ستأخذهم الحرب، لكن ما لبثت أن تصبح هذه التحليلات سخرية لدى الكثير، وأحياناً لعله غضب من لاستخفاف الكبير في عقله،
عضو القيادة القطرية في حزب البعث "د. مهدي دخل الله" انتقد هذه الظاهرة وخاصة في الآونة الأخيرة عن أحداث الجزيرة السورية وكثافة ظهور المحللين على شاشاتنا، "إن البضاعة التي تعرض بكميات كبيرة تفقد سعرها، وغالباً ما يشيح الزبون بوجهه عنها متجهاً إلى بضاعة أخرى نادرة. ولعل الساعات الطوال التي يحتلها التحليل السياسي على شاشاتنا تبعد «الزبائن» الذين اسمهم المشاهدون عن المتابعة، وتفرض عليهم التوجه إلى محطات أخرى تعرض بضاعة أكثر إثارة".
متابعاً إن علم نفس الإعلام يقوم على إثارة فضول المشاهد، وهذا يتطلب الإيجاز والندرة لأن كل ما هو نادر مرغوب وسيتم الاستماع إليه بدقة. وولفت دخل الله أن عدد كبير من المحللين عندنا يلتزمون – نسبياً – بشيء من الموضوعية في التحليل استناداً إلى معلومات حقيقية، لكن هناك عدد آخر يفرش لنا الواقع ببساط حريري، جاعلاً من كل أعدائنا مجرد أقزام غارقين في ضعفهم وأزماتهم لدرجة أنهم قد ينهارون بين ليلة وضحاها.
وختم دخل الله مناشداً المحللين السياسيين: "يا أخي ارحموا عقولنا وعقولكم، وعواطفنا وعواطفكم! بالله عليكم إذا كان أعداؤنا ضعفاء منهارين إلى هذا الحد فأي عظمة لتصدينا لهم؟ يمكن لأي شخص أن يواجه الضعفاء ولا فخر له في ذلك.. أما إذا كان أعداؤنا أقوياء متغطرسين يملكون من أسباب القوة المادية مليون ضعف مما نملك، فهذا يعني أننا شعب عظيم جداً لأننا نتصدى لهم بكل هذا الثبات وهذه الثقة.. إن في الاستخفاف بالأعداء استخفاف بتصدينا لهم!"
المصدر: صحف
بواسطة :
شارك المقال: