مشروع حديقة "القشلة" بدمشق يتحول إلى تريند لصحفيين ونشطاء أثاروا البلبلة.. الهدف جمع لايكات
خاص/ حسن سنديان
"في «القشلة» فقط... ضريبة مسبقة على الضحك".. تحت هذا العنوان حصلت إحدى الصحفيات السوريات "تريند" لمادتها، في إحدى الصحف اللبنانية، حول موضوع الأحواض التي تم وضعها حول حديقة "القشلة"، ومنع جلوس الشبان والشابات، باعتبار أن الحديقة كانت مهملة، لولا التجمعات التي كانت تقام فيها.
المقال تناول سرد القصة بطريقة "المشاعر الجياشة"، لأن كاتبة المقال سمعت إحدى الأحاديث الجانبية لشب وصديقته، كانا جالسين على سور الحديقة، يتبادلان المشاكل والمعاناة اليومية، دون الرجوع إلى مصدر القصة، أو السؤال فقط "ماذا يراد من هذه الأحواض؟".. كمهنية أو مجرد "فضول صحفي" للتساؤل حول هذا الموضوع، ليتم الاكتفاء فقط بصور لأحد المصوريين الهواة يعمل في إحدى وسائل الإعلام المحلية السورية، التقطها للحديقة وفيها الأحواض البازلتية على طول سور الحديقة.
نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا بمشاركة الفكرة قبل أخذ القرار، "حاورونا بالعقل وليس بالإسمنت" في إشارةٍ منهم إلى الأحواض الفارغة، لينتشر خبر "لجنة حي باب توما تضع أحواض إسمنتية على سور حديقة القشلة منعاً للتجمعات المشبوهة". دون الرجوع أيضاً إلى اللجنة للسؤال عن الفكرة والمراد بها.
"لجنة تنمية حي باب توما" كشفت عن المشروع عبر نشرها بيان تفصيلي على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" ببدء مشروع تطوير الصورة الحضارية للحي والحديقة بسبب تعرض محيط الحديقة لتشوّه حضاري وبيئي نتيجة المظاهر السلبية والتجمعات الغير مسؤولة للشباب، إضافة إلى عرضها أبرز أهداف المشروع.
أحد أعضاء اللجنة "نوار اسمندر" كشف لجريدتنا بعد التعرض للانتقادات، عن أهداف المشروع بالتفصيل قائلاً: « هناك ظواهر سلبية لبعض الشبان من المشروب المفرط بالإضافة إلى الكلمات المسيئة والضجيج الذي يزعج الجيران المحيطين بحديقة القشلة»، معتبراً أن مسودة المشروع تحدّ من هذه الظاهرة، بل سيكون هناك زيادة في المقاعد في الحديقة لإتاحة الجلوس بطريقة أفضل».
وأضاف اسمندر: «أن حديقة القشلة تعاني من نقص المقاعد فيها، كما أنه سيتم تفعيل الإنارة على الطاقة الشمسية، وجعل مساحة صديقة، مايحد من التجمعات غير اللائقة والضجيج في وقت متأخر من الليل الذي يزعج الجيران، إضافة إلى الأوساخ في الحديقة التي لا يكفيها عامل نظافة واحد». وتابع «بأنه في نهاية هذا المشروع سيكون هناك افتتاح لمسرح هواء طلق، ومعارض ومسرح وموسيقى، إضافةً إلى سينما هواء طلق، بهدف استقطاب أكبر عدد من الزوار بشكل جمالي ولائق أكثر».
أحد الشبان اللذين يترددون إلى الحديقة " م.ع" كشف لجريدتنا بأن هناك طلاب مدارس مراهقين يخرجون من دوامهم ويتوجهون إلى "القشلة" كي يتناولوا المشروبات الكحولية دون علم أهلهم، معتبراً أنه لا أحد يمنع الشرب لكن ليس بهذه الطريقة.
الكثيرون انتقدوا الفكرة، معتبرين أنها تمنع السهر والجلوس على سور "القشلة" ومنع تناول المشروبات الكحولية، باعتبار أن الحديقة تقع في منطقة منفتحة على الجميع وفيها جميع المكونات السورية، الأمر الذي رد عليه "اسمندر" بالقول لا أعتقد أنه يوجد اعتراض على المشروع، حتى الصحفي الذي نشر الخبر اعتذر من اللجنة كونه ليس لديه علم عن حيثيات المشروع، ونشره بطريقة أحدثت بلبلة بمعلومات ناقصة منها أن الأحواض هي إسمنتية وليست بازلتية وهناك فرق كبير ولم يصدر أي توضيح من الصحفيين لماذا تم وضع هذه الأحواض، التي سيتم وضع فيها شتلات صغيرة وزهور وكتابة أبيات شعر على الأحواض للمنظر الجمالي».
على ما يبدو أن الكثير من الصحفيين والمصورين يحتاجون "تريند" أو مادة تثير الجدل لكسب قراءات ومشاهدات، أو شهرة ربما، دون الرجوع إلى مصدر القصة بل مجرة إثارة البلبلة"، ومنهم أيضاً من يعتبرون أنفسهم نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمساهمتهم في جذب المتابعين، باستثناء البعض الذي اعتذر عن اللغط في المعلومة والتسرع.
وسبق أن افتتحت "لجنة تنمية حي باب توما" مركز الأسرة الكائن بحديقة الملجأ حارة "المسبك براني" بعد إغلاق دام لــ 13 سنة، حيث أقيم فيه جلسات توعية للأهل بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة، وأنشطة تفاعلية بين الأهل والأطفال لتعزيز التفاعل أو التواصل بينهم.
المصدر: خاص
شارك المقال: