مشاهدات مؤلمة في دمشق.. ونتائج مؤسفة!
وسام إبراهيم
قبل أيام، عند مدخل «السورية للتجارة» في منطقة المزة، بدمشق، التقطت امرأة "حبّة خيار"، سقطت من أحد الصناديق أثناء تفريغ محتويات شاحنة خضار، وسألت "العتال" إن كان بإمكانها أخذ "الحبّة"، فأومأ لها دون أن ينطق بكلمة واحدة أن «أعيديها إلى مكانها»!.
بعد بضعة أيام، وبالقرب من السورية للتجارة في شارع الشيخ سعد، توقفت تاكسي وترجلت منها سيدة باتجاه عائلة كاملة كانت تبحث في حاوية للقمامة عن شيء يصلح للأكل، وقدمت لهم مبلغاً من المال، وهي تبكي!.
على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قامت سيدة متزوجة بإضافة شخص لاتعرفه، لكن صفحته تشير إلى أنه "ميسور الحال"، وطلبت المساعدة مالياً لشراء ثياب لأطفالها مع اقتراب عيد الفطر، لكن الرجل طلب مقابلاً لذلك، وهو أن تعتبره بـ«مقام زوجها»!.
في إحدى الشركات، بالمنطقة الحرة، بدمشق، علّق موظف على جدار مكتبه عملة سورية من فئة الخمسين ليرة، مهترئة، تغطيها أشرطة لاصقة، وكتب تحتها «مكلفة لزّيق أكتر من قيمتها»!.
هناك مقولة مهمة تُنسب للكاتب الإيرلندي أوسكار وايلد، تقول «عندما كنتُ صغيراً، كنت أعتقد أن المال هو أهم شيء في الحياة، الآن وقد كبرت، أعلم يقيناً أنه الأهم».
وكتب طبيب سوري على صفحته الشخصية «الوطنية ليست حباً من طرف واحد.. والوطن الذي يستنزفك مادياً وجسدياً ونفسياً لن تشعر بالانتماء إليه.. وتصبح الوطنية مجرد مصطلح مستهلك يستخدمه السياسيون للمزاودة عليك وابتزازك مجاناً».
وقال محمد الماغوط..«ما الفائدة من أن تكون قادراً على كتابة أي شيء في هذا العالم, ولست قادراً على تغيير أي شيء في هذا العالم».
كل ماذكر سابقاً مترابط، ويحتوي على عامل مشترك، هو الفقر وقلّة الحيلة في آن واحد، وأولى نتائجه المؤسفة ستكون ضعف الشعور بالانتماء للوطن وقضاياه التي طالما أخذت حيزاً مهماً من تفكير ومشاعر مواطنيه.
ولكن إذا تفاقم الوضع أكثر، فسيأتي يوم «لن يجد فيه الفقراء شيئاً ليأكلوه سوى الأغنياء»!.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: