مرشد: مكتبة الأسد تُقدم الأجنحة للمشاركين بثمن رمزي

حبيب شحادة
تقليد سنوي اعتادت مكتبة الأسد على إقامته بشكل دوري، تحت مسمى "معرض الكتاب"، حيث ولدت فكرة المعارض من سياقين اقتصادي، عبر تضييق المساحة الجغرافية أمام طالب الكتاب، وإتاحة الفرصة للناشر لعرض جديده، وثقافي من خلال خلق جو تفاعلي فكري.
والسؤال اليوم، بعد انتهاء #معرض_الكتاب بدورته ال 31، هل شكل تظاهرة ثقافية سورية، وهل كان قادراً على جعل الكتاب في متناول يد المواطن؟ للإجابة التقت جريدتنا بالمدير العام لمكتبة الأسد الوطنية الأستاذ #إياد_مرشد، حيث يعتقد المرشد أنّ المعرض على مدى 11 يوم من الفعل المستمر والعمل الدؤوب لفريق العمل، استطاع أن يحقق معادلة النجاح عبر إقامة فعالية ثقافية تتميز بحضور جمهوري، وبالوصول الى الشرائح المستهدفة (الأطفال. الشباب. المثقفين. طلاب الجامعات.)
كما قال المدير العام لمكتبة الأسد الوطنية إياد المرشد، إنّ "المكتبة لا تأخذ بدلات مادية مرتفعة لقاء حجز الأجنحة، وأنّ سعر المتر للجناح المشارك في المعرض قد يكون الأرخص في دول #العالم، وقد لا يغطي فاتورة الكهرباء التي تدفعها المكتبة"، مؤكداً عدم قدرة المكتبة على رفع السعر لأن ذلك سيؤثر على سعر الكتاب، وينعكس سلباً على القارئ السوري، وبالتالي تتحمل المكتبة الخسارة من أجل ألا يرتفع السعر وتقدم الأجنحة بأسعار رمزية.
وتابع القول: "غايتنا ليست مادية أو ربحية، لأن الفعل الثقافي لا نفكر به بهذه الطريقة، وإنّما بالفائدة الاجتماعية والفكرية" مضيفاً أنّ ما تستفيده المكتبة من المعرض يتجلى بشراء الكتب الجديدة الحديثة لصالح مستودعاتها لتكون في خدمة الباحثين، ولإغناء المكتبة، وكذلك من خلال الإيداع القانوني عبر رفد المكتبة بالكتب. وهذه فائدة مشروعة وخدمة ثقافية.
وأشار إلى أنّ المعرض كسوق للبيع والشراء حقق نسبة جيدة جداً، مؤكداً أنّ الهدف من المعرض تسويق #الكتاب السوري، ونشر المعرفة لدى الأجيال وتبادل الخبرات مع دور نشر عربية وأجنبية. كذلك الفعل الثقافي المرافق للمعرض كان نوعي هذا العام وسويته عالية، وفي بعض الفعاليات كان الحضور ممتاز، وفي أخرى كان وسط، أو جيد حسب اهتمام الجمهور، وليس لدينا جمهور نفرض عليه ما نريد، وإنّما الجمهور يفرض ما يريد بالنسبة للثقافة.
كما صرح بأنّ ما تم تقديمه كان ايجابياً ومؤشراً حقيقياً للنجاح، لافتاً إلى أنّ المعرض ليس فقط 11 يوم، وإنّما تم التحضير له منذ بداية العام عبر اجتماع اللجنة التحضيرية للمعرض، والتي نتج عنها معرض مُنظم دون مشكلات كبيرة، حيث تم وصول الكتب ونماذجها في الموعد المناسب. ولم تصل أيّة شكوى خلال أيام المعرض، وحتى بعد نهايته لم يصل أي اعتراض على أي عنوان، وبذلك قدمنا الكتاب الأفضل، كما لم يحصل هناك رفض لدعوات المشاركة في المعرض من أيّة دولة وفقاً للمرشد، ولكن هناك ظروف حالت دون المشاركة منها الصعوبة في شحن الكتب من بعض الدول الى مطار دمشق الدولي. لعدم وصول كل شركات الطيران للمطار. وهناك اعتذارات لهذه الأسباب، كما كانت المشاركة العربية والأجنبية مُرضية، متوقعاً أنّ تكون المشاركات أفضل في السنوات القادمة.
وحيال حركة البيع اليومية للمعرض يعتقد المرشد، أنّه من خلال الرؤية اليومية كانت هناك حركة بيع جيدة، وحضور جمهوري كثيف، بالمقابل يرى أنّه كان هناك مشكلة في أسعار الكتب الأجنبية، القادمة من خارج من #سوريا، وهذا طبيعي بسبب فروقات الأسعار وسعر الصرف، وهذه لا تتعلق بموضوع معرض الكتاب بحد ذاته، لكن رغم ذلك بعض دور النشر استطاعت أن تحقق معادلة مقبولة عبر تقديم حسومات معقولة وإن كانت ليست بالنسبة التي نطمح لها.
وعلق المرشد أنه اليوم يجب أن ننطلق من نقطة، كيف الأخرون يفكرون ويعملون، كيف نبني أجيالنا، مشيراً إلى أن أساليب التعليم والتثقيف والندوات والمحاضرات يجب أن تتغير لتتوافق مع الطفرة التكنولوجية التي نعيشها
وختم حديثه بأنّه سوف يكون هناك تقييم للعمل من خلال اللقاء مع #اتحاد_الناشرين السوري للوقوف على أين تقدمنا، وأين الأماكن التي لم نصل فيها للطموحات، وهذا يساعدنا لوضع معايير جديدة وخاصة للدورة القادمة في العام 2020 التي سيتم التركيز فيها على القيمة والنوعية، وليس على عدد دور النشر المشاركة وعدد العناوين، على أن تكون الكتب المشاركة ذات جودة عالية ومن أحدث الإصدارات.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: