Friday April 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مربو الدواجن: «نفدت حلول الأرض وننتظر معجزة السماء»

مربو الدواجن: «نفدت حلول الأرض وننتظر معجزة السماء»

قال المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الإنتاج الحيواني «وداعاً لقطاع الدواجن»، متسائلاً هل كنا أوفياء حقاً لهذا القطاع الذي تحمّل عبء إمداد المواطنين بالبروتين الحيواني عالي القيمة الحيوية والرخيص اقتصادياً عبر سنوات الأزمة.

يأتي كلام قرنفلة بعد ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل هائل ما شكل الضربة القاضية لمربي الدواجن، وتسبب بخسائر كبيرة.

وأضاف الخبير في الإنتاج الحيواني خلال تصريح صحفي أن «قطاع الدواجن نهض بمسؤولية تغطية العجز باللحوم الحمراء والحليب ومشتقاته والذي وضع سوريا في المرتبة الأولى عربياً والخامسة عالمياً في تصدير بيض المائدة بواقع مليار ونصف المليار بيضة سنوياً؟».

وبلجة الاعتراض تسائل قرنفلة، «هل فعلاً وقفنا إلى جانب مربي الدواجن الذين تحدّوا الإرهاب وكانوا يعملون تحت وابل نيرانه، في ظل ظروف قاهرة جداً من غياب مستلزمات الإنتاج والارتفاع غير المسبوق في أسعارها والخلل في مواصفاتها، وصعوبات بالغة في تأمينها، ومن قطع الطرقات وتعرض مساكن الدجاج للتخريب تارة وللدمار تارة ثانية».

واعتبر أن خلل سياسات التسعير الحكومي التي كانت ترى بعين واحدة فقط ساعد في انهيار القطاع، إضافةً إلى استبداد بعض الموظفين الحكوميين في منح المربين مخصصاتهم من بعض مستلزمات الإنتاج المحصور بيعها بالدولة.

 «المؤلم في الأمر أن بعض المسؤولين في الحكومة لم يكونوا على دراية بالدور الاستراتيجي الذي ينهض هذا القطاع به على مستوى الأمن الغذائي وعلى مستوى الاقتصاد الكلي للوطن»، وفقاً لما قاله قرنفلة الذي أضاف «أو ربما تجاهلوا هذا الدور عمداً أو قصداً، ولم يرتقوا إلى مستوى مد يد العون للأخذ بيد العاملين في تربية الدواجن، بل ذهب البعض الى التفكير بالاستغناء عن هذا القطاع وشطبه من الخارطة الاقتصادية السورية».

وأضاف: «لعله من الوفاء والواجب هنا أن نشير إلى الاهتمام الشخصي للسيد رئيس الجمهورية الذي وصف معاناة قطاع الدواجن بأنها حادة، وذلك خلال لقائه رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة يوم 26/7/2015 , والمكرمات التي جاءت من سيد الوطن لهذا القطاع، والتي لولاها لتوقف القطاع عن العمل منذ وقت مبكر من بداية الأزمة التي خنقت العاملين في إنتاج منتجات الدجاج.

ويرى قرنفلة أن «جشع بعض التجار ومنتجي الأعلاف كان كارثياً و القطاع ترنّح أخيراً بالضربة القاضية التي تلقاها من مطرقة أسعار الأعلاف، ولم تعد تجدي الصريع الأدمع، حيث لم تساعده بنيته الهشة اقتصادياً على الصمود أكثر»، مضيفاً أنه «ولم يرحمه جشع بعض تجار الأعلاف، حيث كان العبث بأسعار كسبة فول الصويا والذرة الصفراء / صعوداً فقط / حيناً. والتوقف عن بيع مخزونهم من العلف حيناً اخر لاغتنام فرصة فرض زيادة جديدة على الأسعار ولم يدركوا أن توقف عمل القطاع هو في النهاية توقف لأعمالهم أيضاً» 

وفي مقاربة بسيطة قال قرنفلة: «إن البيانات الإحصائية الرسمية تؤكد أن أكثر من 90% من مربي الدواجن ذوو حيازات تقل عن عشرة آلاف طائر، أي إنهم من المربين الذين لا يملكون رصيداً مالياً كبيراً. ومردود التربية بالكاد يغطي نفقات معيشتهم وأسرهم، وتكلفة طن علف الفروج اليوم وصلت الى حوالي /650000/ ليرة سورية والمربي الذي يقوم بتربية 10000 فروج يحتاج حوالي /42 / طن علف كل شهرين قيمتها /27.3/ مليون ليرة سورية هذا في ظروف الإنتاج المثالية».

وختم قرنفلة تصريحه بالقول: «نعم لقد بدأت علامات الموت تبدو على وجه قطاع الدواجن مع بدء توقف كبار المربين عن العمل، ولم يعد البكاء مجدياً على مجد تم بناؤه عبر عقود من العمل الشاق دفع سوريا لاحتلال مركز مرموق على خارطة منتجي الدجاج بالعالم».

 

المصدر: رصد

شارك المقال: