مراكز بدمشق.. روسيا تحول الشباب إلى مرتزقة للقتال في ليبيا من أجل لقمة العيش
خاص / حسن سنديان
تعود اليوم إلى الأذهان، مشاهد بدايات الحرب في سوريا، وعمليات تجنيد الشبان السوريين لزجهم في ساحات القتال، ولكن اليوم عبر تجنيدهم من قبل روسيا لإرسالهم إلى ليبيا والقتال بجانب قوات حفتر أو حراسة المنشآت النفطية هناك، والسبب لقمة العيش، الأمر الذي كرر مشاهد مواجهة السوريين لبعضهم البعض منذ بدء الحرب ولكن على الساحة الليبية.
صعوبة الحياة، ومرارة لقمة العيش، حولت بعض الشباب السوريين إلى مرتزقة في ليبيا، عبر سماسرة تابعين لروسيا، يستقطبون الشبان من كافة الأعمار، من أغلب المحافظات السورية منها دمشق وريفها.
سماسرة ومكاتب مجهولة في دمشق وريفها!
ماجد "اسم مستعار" 20 عام، يروي لنا محاولته للسفر إلى ليبيا وكيف يتم نقلهم يقول «يجري الأمر عبر مستقطبين "سماسرة" من كل المناطق بدمشق تابعين للروس.. ترسل لهم صورة عن هويتك ومن ثم يتم التواصل معك»، يضيف «ما إن تتم الموافقة عليك، حتى يرسلونك إلى معسكر تدريبي وفحص طبي في اللاذقية لمدة 15 يوماً، لكن أنا تم رفضي بسبب وجود التواء في العامود الفقري لدي».
عقود لشركة روسية لحماية المنشآت النفطية في ليبيا
ابن الــ 20 ربيعاً يروي تفاصيل انتقاله من دراسة الموسيقى في سوريا إلى القتال بليبيا وكيف تتم طرق الانتقال، يقول «بعد اجتيازك للفحص الطبي، يتم نقلك إلى مطار حميميم بريف اللاذقية، كي توقع عقد باسم شركة روسية لحماية المنشآت النفطية في ليبيا، والذي يتراوح مدته بين 3و 5 أشهر، وراتب بين 1000 و3000 دولار أمريكي»، يتابع حديثه «إن اخترت الحماية يطلبون منك المتركز في مناطق معينة ومناوبة كل 48 ساعة براتب 1000 دولار فقط، أما الاقتحام فهو خطر جداً أخطر من الحرب التي جرت في سوريا، والراتب يكون 3000 آلاف دولار، لكن بشرط أن يتم قبضه في سوريا حصراً».
الفقر وصعوبة الحياة تجعل منهم مرتزقة في ليبيا
وحول تعداد السوريين الذين أصبحوا الآن في ليبيا يجيب "ماجد" «تجاوزوا الآلاف.. ومثلهم من ينتظر الدور»، أما عن سبب الرغبة في السفر إلى ليبيا، يقول ابن الــ 20 عاماً، «أنت مارأيك، ما سبب ذهابنا إلى هناك؟، ربما كي أكمل دراستي، أحوالنا المادية في العائلة محدودة، عندما ذهبت إلى المعسكر أعلم جيداً أنه لا أحد يشبهني منهم.. مختلفون عني تماماً، ربما الجوع أودى بنا إلى المخاطر».
وجهاء أهالي السويداء يتدخلون لإيقاف زجّ أبنائهم إلى ليبيا
ربما العدد الأكبر من الراغبين بالسفر إلى ليبيا هم من أبناء مدينة السويداء، لكن تدخل وجهاء وأبناء المدينة للحد من هذه الظاهرة، ربما ظهرت نتيجته عبر رفض القوات الروسية إدخال العشرات من أبناء المحافظة إلى قاعدة حميميم، من المتعاقدين مع الشركات الأمنية والراغبين بالسفر إلى ليبيا.
"مازن" اسم مستعار أحد أبناء المدينة من الراغبين بالسفر أكد أن القسم الأكبر من الأشخاص الذين ذهبوا يوم الأربعاء 9/9/2020، إلى اللاذقية، إثر حصولهم على موافقات أمنية للانتقال إلى ليبيا، عادوا أدراجهم إلى السويداء، بعدما منعتهم القوات الروسية من الدخول إلى قاعدة “حميميم” العسكرية، التي ينتقل عبرها الشبان إلى ليبيا.
وقال عن وصولنا إلى اللاذقية تم نقلنا إلى معسكر الطلائع الواقع قرب منطقة الرمل الجنوبي، ثم تقسيمنا إلى عدة مجموعات، كل مجموعة بحسب العميل الذي جندها، مشيراً إلى أنه تم اختيار 25 شخصاً منهم وجرى نقلهم إلى قاعدة حميميم ليسافروا إلى ليبيا.
ربما لم ينجوا الشباب السوري من حرب بلاده على الصعيدين الميداني والاقتصادي، لتجعل منه لقمة العيش في بلاده مرتزقاً في ليبيا، أو ربما يعتبرها فرصة عمل لحفظ ماء وجهه من الجوع، لكن من المستفيد من إرسالهم إلى ليبيا، ولماذا يشترط عليهم قبض مرتباتهم بالدولار وفي سوريا فقط؟
المصدر: خاص
شارك المقال: