Sunday May 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

منتخبنا رحل إلى سيدني ولم يعد

منتخبنا رحل إلى سيدني ولم يعد

بقلم : وسام الحداد

في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 2017، لعب منتخب التف حوله كل قلب سوري، أمام منتخب أستراليا في ملحق التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2018.

في ذلك التاريخ اجتمع 23 مليون قلب أو أكثر وراء شاشات التلفزة تتابع نسور حمراء جارحة وهي تحارب على أرضية خضراء من أجل زرع فرحة وبسمة غابت عن شفاه السوريين لأكثر من عشرة أعوام.

الآن وبعد قرابة عامين عن ذاك التاريخ المذكور، اجتمع 23 مليون سوري أو أكثر ينظرون عودة ذاك المنتخب الذي أفرحهم وأبكاهم في نفس الوقت.

منذ العاشر من تشرين الثاني 2017، والجميع يبحث عن تلك البسمة التي رسمها منتخب، لم نعد نراه في عامنا هذا. فأين غاب المنتخب السوري؟!

بداية الغياب

مع دخول عام 2019، عاد السوريون إلى وراء الشاشات بانتظار بسمة جديدة آملين أن تأتيهم من الإمارات العربية، التي استضافت منافسات كأس آسيا. فقد كان الجميع متلهفين أو شبه متأكدين بقدرة نسورهم في الوصل بعيداً في البطولة الآسيوية.

وما حدث كان الفاجعة الكبرى، فلم يكن من لعب بملاعب الإمارات هو نفسه من لعب في سيدني قبل عام ونيف. ومن ذاك الزمان شعر الشارع الرياضي بغياب فرحتهم الرياضية.

صمت السوريون على جرحهم، واعتبروا ما جرى نكسة أو وعكة وستمر. لكن ما حدث كان أكبر من نكسة، فقد كان الغياب التام للمنتخب الذي عرفناه في التصفيات.

ماذا نريد؟!

ليس خفياً على أحد بما يطالبه الشارع السوري في الآونة الأخيرة، مطالب باستقالة رئيس اتحاد كرة القدم، وإقالة مدرب المنتخب. مطالب رآها البعض إنها متسرعة وعاطفية، أتت نتيجة نكسة أسيا. لكن بعد مذلة نهرو الدولية، أصبحت في الوقت الحالي ضرورة لتدارك الإخفاق الموجود في كرتنا قبل انطلاق التصفيات الجديدة.

لعل القادم الجديد على كرسي الرئاسة، يستطيع أن يعيد المنتخب من أستراليا، وتعود الجماهير تنتظر وراء الشاشات العملاقة في شوارع المدن وتغني الفرحة السورية.

فقلوب الشارع السوري لم تعد تحتمل ذرف دمعة أخرى. فمن صمد في وجه أزمة لمدة تسع سنوات، ووقف في وجهها كالمارد الجبار. أبكته عارضة السومة. وأفجعته مذلة آسيا، وأرهقته ضربة نهرو. ولم يعد يستطيع تحمل أوجاع كروية أخرى، قد تأتيه مع قادم الأيام.

حتى لبنان!!!!

لا يمسي الشارع السوري على مصيبة كروية للمنتخب حتى يصحو في اليوم التالي على مصيبة أخرى. فخيارات فجر إبراهيم وطريقة تسلمه الأمور أهدت المنتخب اللبناني الفوز الأول في تاريخه على منتخبنا. ضياع الروح الوطنية العالية لدى لاعبي المنتخب، منحت المنتخب اللبناني شرف الاعتلاء على أكتافنا. منتخب ركض جميع أفراده كأشباح لا روح لديهم. لا دماء، دمى متحركة ضائعة هائمة. لم نرَ فيهم أي شيء من المنتخب السوري سوى القميص الذي يلبسونه.

إلى من يهمه الأمر

يا من يملك القرار، يا من يمسك بزمام الأمور. سوريا كلها تنادي، أعيدوا لنا منتخبنا الذي فرحنا به وفرح بنا. أوقفوا الساعات والتاريخ، وأعيدونا إلى العاشر من تشرين الأول 2017.

وابحثوا عن المنتخب الذي طار إلى أستراليا. فمنتخبنا ذهب إلى سيدني ولم يعد

شارك المقال: