من «صراع العروش» إلى «الابن الضال».. أحلام الفتى الطائش مستمرة!
أن تشعل حرباً بين أفراد العائلة الواحدة .. تقصي شقيقك وتنفي ابن عمك وتحارب البقية.. فتستذكر «صراع العروش»، تبحث عن المجد بالانسلاخ عن جلدتك .. وتجد طريقاً لتحقيق مبتغاك بتوجيه سهامك نحو أبيك.. فتستذكر «الابن الضال»، تسعى للديمقراطية وتقتل معارضيك .. تعمل للرفاهية وتحارب المحتاجين فتستذكر «الحكم الأوحد الذي لا شريك له»، تسعى للسلام .. وتغرق في حروبك «العبثية»، في هذه الحالة لا ينطبق عليكَ إلا وصف واحد فقط.
«MBS».. أحلام الفتى الطايش.. «بن سلمان وليٌ للعهد»
في الحادي والعشرين من حزيران عام 2017، ودون سابق إنذار، أصدر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز قراراً، بإعفاء ابن شقيقه الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من منصبه وليا للعهد، وعين نجله محمد بن سلمان خلفا له.
31 عضواً من أصل 34 في هيئة البيعة صوّت لاختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية، وبهذه التغييرات أصبح الأمير الشاب البالغ من العمر 31 عاماً الحاكم القادم للبلاد.
التغيير المفاجئ في رأس هرم السلطة في السعودية كان مقدمة لتغييرات جذرية ستطال السياسة السعودية داخلياً وخارجياً.
«السعودية تُغير جلدها»
بحثاً عن تغيير الصورة الذهنية التي تترسخ لدى الغرب عن السعودية، قاد محمد بن سلمان منذ توليه منصب ولاية العهد، تحولات كبرى في المملكة، الهدف منها تحويل السعودية من الإسلام المتشدد إلى الإسلام المعتدل أو ربما المتحرر، فتح أبواب الترفيه والسياحة، سمح لآلاف النساء بالقيادة والعمل في القطاع العام، الحفلات الراقصة المختلطة باتت جزءاً أساسياً من المجتمع السعودي، وفي السياسة عمل ولي العهد على الانفتاح على الدول الغربية، ودعم بن سلمان المصالح الأمريكية بكل قوة.
كما أنه بدا أكثر انفتاحاً على التقارب مع "إسرائيل"، التغييرات الجذرية التي قادها محمد بن سلمان كان هدفها الحصول على تأييد الغرب للملك القادم.
«خاشقجي العلامة السوداء»
في الثاني من تشرين الأول عام 2018 دخل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده في إسطنبول، لكن لم يخرج منها حياًّ، بل قِطعاً، فريق أمني سعودي أتى من الرياض بأمرٍ مباشر من بن سلمان لتنفيذ هدف واحد .. قتل خاشقجي العملية تحولت إلى قضية رأي عام.
فبعد أن كان بن سلمان يطالب برأس خاشقجي أصبح المجتمع الدولي يطالب برأس بن سلمان، ضغوط دولية كبرى على الرياض بحثاً عن الاستثمار السياسي وربما الاقتصادي أيضاً، صفقات عديدة أبرمتها السعودية بعيد الاغتيال في محاولة لإسكات الأصوات الدولية.
من تركيا إلى أمريكا .. نثر بن سلمان مليارات الدولارات لقتل القضية وكان له ما أراد.
«بن سلمان».. «ملك غير متوج»
اليوم يقود بن سلمان، المشهد السياسي حتى قبل اعتلائه العرش، الأمر الذي يجعله "ملك غير متوج".
يستقبل محمد بن سلمان الضيوف الأجانب ويترأس قمماً إقليمية تستضيفها بلاده، ويتولى زمام الأمور في اللقاءات العلنية والاستقبالات، نفوذ ولي العهد بدأ يتوسع في العائلة الحاكمة.. عدد كبير من روّاد القصر يتعاملون معه على أن الملك الفعلي، وتعزز ذلك مع حضور «بن سلمان» للقمة الخليجية الأخيرة التي نادراً ما تغيّب عنها والده.
https://www.facebook.com/QstreetJournal/videos/704098707223746
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: