Wednesday May 15, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

من خسر ومن ربح في حرب غزة الأخيرة؟

من خسر ومن ربح في حرب غزة الأخيرة؟

بعد التصعيد الأخير بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أعلن كل طرف نصره في المواجهة التي دامت حوالي الإحدى عشرة يوماً.

ورغم أنه لا يزال من المبكر تقدير المكاسب أو تحديد الخاسر والرابح في الحرب، إلا أن بعض المكاسب والخسائر المبدئية تبدو واضحة للعيان، ويمكن رصدها من مسار سير المواجهات والأحداث خلال الأيام الماضية، خاصةً فيما يتعلق بالنواحى العسكرية أو الدعائية لكلا الطرفين، وهو ما سنقدمه وفق معطيات، أوضحت النتيجة من خلال الهدف المعلن.

تحددت أهداف المواجهة منذ اليوم الأول، حيث أعلنت فصائل المقاومة أن هدفها في المعركة هو وقف اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، وإيقاف مخطط ترحيل أهالي حي الشيخ جراح.

في المقابل حدد الاحتلال هدفه بإضعاف القدرات القتالية للفصائل، عبر تنفيذ حملة اغتيالات ضد قادتها، وضرب قدرتها على إنتاج القذائف والصواريخ، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بوسائلها القتالية والدفاعية والمركزية، على رأسها الأنفاق الهجومية وأنفاق التسلل.

النتائج أظهرت فشل الاحتلال في استهداف قادة الفصائل، وهو ما أعلن عنه جيش الاحتلال قبل توقيع وقف إطلاق النار بأربع وعشرين ساعة، كما لم ينجح بتثبيت وضع آمن بالنسبة لمدن الاحتلال، فالصواريخ الفلسطينية طالت أغلب مدن الاحتلال، وعلى رأسها تل أبيب، فلأول مرة في تاريخ الصراع، تخرج مطارات وموانئ الاحتلال من الخدمة، ولأول مرة تصل صواريخ المقاومة إلى العمق الإسرائيلي.

في المقابل استمرت المقاومة بإطلاق القذائف والصواريخ، ما اعتبر مؤشراً على جرأتها وقدرتها على الاستمرار فى القتال رغم خسائرها، كما أنها أظهرت خبرة قتالية جيدة، من ناحية طريقة إطلاق الصواريخ، التي خبأت معظمها تحت الأرض، وجعلتها محصنة ومحمية نسبياً من الهجوم عليها.

المواجهة الأخيرة كسرت أيضاً هيبة القبة الحديدية أمام رشقات صواريخ الفصائل، ليصبح الصاروخ الذي لا تتجاوز كلفته 300 دولار مرهقاً لقبة حديدية تنفق أكثر من مئة ألف دولار لصده كل مرة، 

وفي منحى آخر بدلت المواجهة الرأي العام العالمي، فمع مضي أكثر من 70 سنة على قضية احتلال فلسطين، ظهر على السطح معطى جديد في التعامل مع الحدث الفلسطيني، فعاد الزخم للقضية، وجذبت تأييداً عالمياً غير معهود، وأصبحت قضية تهويد القدس وتهجير سكان حي الشيخ جراح قضية رأي عام دولية.

وكسب الفلسطينيون معركة مواقع التواصل التي عوضت سنوات انتصار الاحتلال في الإعلام، وهو ما أدى أيضاَ إلى توحيد الصوت الفلسطيني في الضفة وغزة، وحتى في الداخل المحتل.

كل ما سبق يبشر بأن القضية الفلسطينية أخذت منعرجاً قوياً يعزز مكانتها وقدرتها على التعديل المتصاعد لأسهمها في أية رؤية مستقبلية للحلّ، ويبعد عنها أي حل غير متكافئ، كانت قد أوحت به موجات التطبيع العربية الأخيرة مع الاحتلال.

لمشاهدة التقرير اضغط على الرابط التالي 

https://www.facebook.com/105986514160132/videos/500709214677925

 

 

 

المصدر: رصد

بواسطة :

شارك المقال: