Monday April 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

من هو تنظيم أنصار التوحيد؟

من هو تنظيم أنصار التوحيد؟

فارس الجيرودي

في خرق لاتفاقية خفض التصعيد شمال غرب سوريا، قامت مجموعات مسلحة تسمى بأنصار التوحيد فجر اليوم الأحد، بشن هجوم تضمن عملية انتحارية، على النقاط العسكرية التابعة للجيش السوري، على امتداد محور المصاصنة بريف حماة الشمالي، الجيش السوري تصدى للهجوم فأوقع 32 قتيلاً في صفوف المهاجمين، كما أعلن مصدر عسكري سوري عن ارتقاء 18 شهيداً، فمن هم أنصار التوحيد؟

في الثاني من آذار 2018، أُعلن عن تشكيل عسكري جديد في محافظة إدلب تحت مسمى "أنصار التوحيد"، بقيادة المدعو "أبو ذياب سرمين"، ويتراوح تعداد التشكيل بين 300 و 350 مقاتل، وتقول المعلومات أن "أنصار التوحيد"، ما هو إلا إعادة هيكلة لفصيل "جند الأقصى" المتحالف مع داعش سابقاً، والذي تم حله في أواخر كانون الثاني عام 2017، بعد اقتتال داخلي مع بعض الفصائل في محافظة إدلب، وتوزعت عناصره على عدة فصائل منها "جبهة تحرير الشام" و"الحزب الإسلامي التركستاني".

 قيادة "أنصار التوحيد"، اعتمدت في بداية التشكيل على جمع عناصر "جند الأقصى" السابقين، ممن اتخذوا الحياد في حرب الفصائل على الجند، ومن الذين بايعوا تنظيم "هتش" و"الحزب الإسلامي التركستاني"، وقسم كبير لم يبايع أي فصيل وبقوا ملاحقين من قبل "هتش".

عملية الإعلان عن التشكيل الجديد، سبقها اجتماعات بين كل من "أبو محمد الجولاني" زعيم تنظيم "هتش" هيئة تحرير الشام، و"أبو ذياب سرمين" قائد التشكيل الجديد، أفضت عن عفو وإفراج الجولاني عن أكثر من 50 عنصراً من "جند الأقصى"، معظمهم من القادة كانت قد اعتقلتهم "هتش" في وقت سابق، بينهم أشخاص اعتقلوا على خلفية مجزرة الخزانات. 

إفراج "هتش" عن قادة الجند والقبول في ظُهور تشكيل جديد في محافظة إدلب، يأتي بناء على مصالح مشتركة بين الطرفين، فـ "هتش" كانت تريد كسب التشكيل الجديد في صفها في حال تجدد المعارك مع فصائل ما يسمى بالمعارضة السورية المسلحة، مستفيدةً من العداء الذي يُضمره "جند الأقصى" لمكونات "جبهة تحرير سوريا" التي تعتبر "أحرار الشام" عامودها الفقري. 

وعمل قادة التشكيل الجديد على إعادة المقاتلين السابقين لدى جند الأقصى، وضم مقاتلين جدد، وذلك عن طريق إقناعهم بأن التشكيل الجديد ليس إلا تنظيم "جند الأقصى" ذاته من حيث العقائد المتطرفة، والمنهج والفكر والعناصر والقادة مع اختلاف الاسم فقط.

تنظيم "أنصار التوحيد" يملك كميات من السلاح لا بأس بها، بينها مدافع هاون ومضادات طيران مختلفة القياسات وبعض الآليات المدرعة، وقام التشكيل ببعض العمليات العسكرية فور تشكيله، منها استهداف بلدتي كفريا والفوعة بقذائف الهاون ضمن عملية مشتركة مع تنظيم "هتش".

ورغم مساعي "أنصار الدين" إلى كسب أكبر قدر من الحاضنة الشعبية في محافظة إدلب، لكن المؤشرات تدل على نفور المجتمعات المحلية من التشكيل المتطرف، خاصة لمعرفتهم بأنه ستار، يختبئ وراءه "جند الأقصى"، التنظيم الذي ارتكب عشرات الانتهاكات بحق السوريين.

 أما على مستوى الفصائل، فقد أعلن تشكيل "أنصار التوحيد" وتنظيم "حراس الدين" عن تشكيل حلف "نصرة الإسلام"، بهدف «إقامة دين الله ودفع العدو الصائل»، بحسب تعبير البيان المشترك لكلا الفصيلين، الذي تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي والمعرفات الرسمية للفصيلين، يذكر أن تنظيم "حراس الدين" فصيل منشق عن النصرة، يتبع مباشرة لأمرة "أيمن الظواهري"، زعيم تنظيم القاعدة، حيث رفض حراس الدين قرار "جبهة النصرة" التحول إلى "هيئة تحرير الشام"، وإسقاط بيعتها للظواهري وانضوائها ضمن تنظيم القاعدة العالمي.

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: