«من العباءة الإسلامية إلى البدلة العلمانية»..كيف تم تأسيس الإمبراطورية الاقتصادية الأضخم شمال سوريا؟
يحكى أن قائداً عسكرياً أراد دخول مدينة، فعجز عن ذلك، وما كان منه إلا أحد العارفين فأخبره ألا يبدأ الحملة إلا بعد أشهر عديدة، شريطة ألا يقترب من ذقنه إلى ذلك الوقت
القائد عمل على النصيحة، وبعد أشهر دخل إلى المدينة ولكن ليس مقاتلاً بل مسالماً، مرتدياً العباء الإسلامية، حيث أوهم أهل المدينة بحنكته العسكرية والسياسية أنه واحد منهم، وما هي إلا أيام عديدة حتى أصبح القائد الفعلي لهم.
نجح القائد في التمدد والتحكم وأسس إمبراطورية اقتصادية لكنه فشل في كسب اعتراف المدن المجاورة بشرعيته، فما كان منه إلا استشارة الشيخ العارف مجدداً
فأجابه بأن الحل بسيط للغاية: "شفرة للذقن وبدلة عوضاً عن العباءة".
«الجولاني من العباءة الإسلامية إلى البدلة العلمانية»
منذ سيطرة تنظيم «أبو محمد الجولاني» على مدينة إدلب، عمل على تأسيس إمبراطورية اقتصادية ضخمة.
سيطرت «تحرير الشام» على جميع المعابر بمحيط المدينة.
تحكمت بعمليات الاستيراد والتصدير، حاربت التجار الصغار في إدلب.
وغطت بشركاتها جميع العمليات الاقتصادية في الشمال السوري، وأصبحت إمبراطورية «الجولاني» الاقتصادية كامل الأركان.
«وتد» السلاح الاقتصادي الأقوى
في العام 2018 أُعلن عن تأسيس شركة مستقلة داخل إدلب باسم «وتد» تختص بتجارة المحروقات واستيرادها، وعلى الرغم من نفي الجولاني وجود علاقة له مع الشركة إلا أن وتد حصلت على كامل الدعم الأمني والسياسي واللوجستي من تنظيم تحرير الشام.
استوردت «وتد» النفط الأوكراني عبر شركات نفط تركية عن طريق معبر باب الهوى الحدودي، حيث تشتري الشركات التركية النفط الأوكراني وتبيعه لـ "وتد".
أصبحت الشركة المستورد الوحيد للمازوت والغاز المنزلي من تركيا والنفط الخام من شرق الفرات ومصافي التكرير البدائية في ريف حلب.
أغلق عدد من محطات الوقود الخاصة نتيجة احتكار «وتد» لسوق المحروقات في الشمال.
تجاوز الربح الشهري الصافي للشركة مليون ونصف دولار أمريكي.
«نماء» شركة الرأس المال الأكبر
في مدينة سرمدا، الواقعة قرب معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا وبرأس مال تجاوز 12 مليون دولار أمريكي أسس الجولاني شركة «نماء».
اختصاصات الشركة شملت العقارات، الصحة، تمويل المناقصات، واستخراج الحجر والرخام وتصديره.
وعلى الرغم من كونها حديثة الإنشاء، حققت أرباحاً صافية خلال شهر واحد قدّر بنحو 600 ألف دولار.
تعتبر الشركة المشروع الاقتصادي الأضخم في إدلب، كما تتوقع تحقيق أرباحٍ سنوية بمعدل 20% حتى30% وربما أكثر من ذلك في المستقبل القريب.
اليمامة تكمل أعمدة الإمبراطورية
بعد المشتقات النفطية والعقارات والصحة، عمل الجولاني على تأسيس شركة «اليمامة» والتي من خلالها هيمن على القطاع الزراعي والحيواني في الشمال السوري، بعد احتكار تجارة الدواجن والأبقار والمنتجات الحيوانية، إضافة إلى فرض الأتاوات على المزارعين.
تسببت الشركة في خسائر بمئات آلاف الدولارات على التجار الصغار في الشمال نتيجة احتكارها للمواد الأساسية في الأسواق.
قدرت مصادر محلية أرباح الشركة الشهرية الصافية بنحو نصف مليون دولار أمريكي.
وبعد تثبيت الجولاني أعمدة إمبراطوريته الاقتصادية ما زال يحتاج إلى الاعتراف الدولي، فهل تنجح البدلة العلمانية في تحقيق ذلك؟
https://www.facebook.com/QstreetJournal/videos/328199109047657
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: