Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ملح ع الجرح.. صباح الخير يا ثور!

ملح ع الجرح.. صباح الخير يا ثور!

بديع صنيج

التخبيص الإعلامي يسيطر على جميع وسائلنا، وليس آخرها البرامج الإذاعية، فمع أن فقرة الأبراج باتت مُكرَّسة بشكل كبير في الفضائيات وعلى الأثير، ورغم أن مذيعاتنا المهضومات العفويات صاحبات الأصوات "الهيفاوية" أخذوا وجهاً علينا وكثّروا، إلا أنه لا يجوز بحال من الأحوال، أن يُصبِّحوا على مواليد برج الثور بـ"صباح الخير يا ثور"، وعند ذكر حالته العاطفية أن يقولوا: "عاطفياً يا ثور"، وعندما يريدون الحديث عن وضعه المهني أن يستسهلوا الموضوع ويعبروا عن ذلك بالقول: "مهنياً يا ثور"، فالكلام أيها الجهابذة ينبغي أن يُوجَّه إلى المتابعين البشر، ولا ينبغي مهما بلغ اندغام المذيعات بأدوارهم «الكربوجة» أن يروا في المتابعين حيوانات، أو أن يتخلوا عن مخاطبة البشر وينؤوا بأنفسهم عنهم، بمقابل التوجه إلى الثيران والحملان والعقارب، فمجرَّد إضمار كلمة "مواليد" والاكتفاء بـ"العقرب" فإنها لغوياً تُصبح أقرب إلى الشتيمة منها إلى المُداعبة اللفظية.

هُنا علينا أن نشكر الحظّ ألف مرَّة أن تلك البرامج ليست مهتمة بالأبراج الصينية، وإلا كُنَّا سمعنا مثلاً: "يسعد أوقاتك يا قرد" و"يومك مليء بالتعب يا كلب" و"كل عام وأنتِ بألف خير يا بقرة"، ويبقى لله في خلقه شؤون وفي مذيعاتنا أشجان بألف شكل ولون.

المصدر: خاص

شارك المقال: