مكاتب في المزة.. خطف وعبودية لعاملات فلبينيات!
أثارت قضية تهريب العاملات الفلبينيات القاصرات إلى سوريا، جدلاً واسعاً في مجلس الشيوخ الفلبيني، المعني بالمرأة والأطفال والعلاقات الأسرية والمساواة بين الجنسين، إذ واصلت تحقيقاتها في قضية التهريب إلى سوريا، التي فُتحت قبل ثلاثة أشهر.
مجلس الشيوخ الفلبيني أصدر بياناً اليوم، الثلاثاء، برئاسة السيناتورة ريزا هونتيفيروس، تحت عنوان "جوازات السفر المزيفة تغذي تهريب النساء الفلبينيات القاصرات إلى سوريا،. وكشفت هونتيفيروس عن ثلاث روايات من فتيات فلبينيات قاصرات هربن إلى سوريا، الأمر الذي يكشف أيضاً عن بُعد آخر لاتساع وعمق الاتجار بالبشر في البلاد، حسب السيناتورة.
وشهدن النساء خلال جلسة الاجتماع بأن جوازات سفرهن كانت ملفقة لإخفاء حقيقة أنهن قاصرات، الأمر الذي يضمن إجراء معاملات مغادرة سلسة في بوابات المطار. كما قالت الفتيات إنهن تعرضن لانتهاكات جسدية وجنسية من المسؤولين في مكتب التوظيف، ولم تعرف الفتيات أنه سيتم أخذهن إلى سوريا، إذ فهموا أنهن سيعملن في بلدان مختلفة.
الفتيات هن أميمة وعلياء ولينلين (أسماء مستعارة)، قدمن شهادات حول تعرضهن للتعذيب الجسدي، حيث وظفت أميمة وعلياء وهن قاصرات في عام 2008، بينما وظفت لينلين في عام 2018، التي كانت قاصرة أيضاً. في حين لم تستطعن الفتيات العودة إلى الفلبين إلّا في عام 2020، وكشفن أيضًا أنهن تعرضن لسوء المعاملة من قبل أصحاب العمل.
فالبنسبة لعلياء، بقيت في سوريا 11 عاماً، وبحسب قولها ففي البداية كان صاحب عملها لطيفاً، لكنه عمد بعد ذلك إلى إيذائها جسدياً وعاطفياً، كما مُنعت من امتلاك هاتف محمول ولم يُسمح لها بامتلاك واحد إلا في عام 2017، أما لينلين، فبعدما جهزت نفسها للحصول على وظيفة في مدينة دبي في الإمارات، أحضرت بدلاً من ذلك إلى دمشق في عام 2018 عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها.
وشملت رحلتها تنقلات من مانيلا إلى ماليزيا إلى سريلانكا إلى الكويت، ثم إلى دمشق، وقالت إن وكالتها حرمتها من البحث عن صاحب عمل آخر لأن صاحب عملها “دفع الكثير” للوكالة، وصرحت، «كان العمل صعباً، ولم أتغذى بشكل صحيح كما تعرضت للأذى».
وبحسب الشهادات المعروضة، لينلين هربت في كانون الأول من عام 2019، بالقفز من نافذة صاحب عملها من الطابق الثاني، ومع ذلك فإن مشاكلها لم تنته عند هذا الحد، فعندما ذهبت إلى سفارة بلدها في سوريا، تعرضت للتحرش اللفظي والجنسي من قبل موظف يدعى جون كاريلو، الذي كان يعمل في السفارة الفلبينية في دمشق، وقالت إن «الموظف عرف أنها كانت قاصرًا عندما أجرى معها محادثات محملة بالتلميحات الجنسية».
ودعت السناتورة في وزارة الخارجية الفلبينية إلى التحقق بانتظام من أوضاع النساء والفتيات الفلبينيات في الخارج والتأكد من عدم وجود أي شخص مثل “جون كاريلو” في رتب السفارات.
وفي 24 من آذار، إنه بدأ نكتب الهجرة الفلبيني بالتحقيق مع العشرات من الضباط حول ادعاءات ضلوع بعضهم في تهريب 44 امرأة للعمل في سوريا. وقال العضو في مكتب الهجرة الفلبيني خايمي مورينتي، «تلقينا معلومات من مكتب وكيل وزارة الخارجية لشؤون العمال المهاجرين حول 44 امرأة في سوريا، كنّ ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر»، مضيفاً أنه «أمر بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمعرفة كيف تمكن الضحايا من مغادرة الفلبين».
رئيس مكتب الهجرة، خايمي مورينتي كشف في 25 آذار عن «أكثر من 112 ألف فلبيني ألقي القبض عليهم وهم يحاولون مغادرة البلاد دون وثائق مناسبة بين عامي 2017 و 2020، أغلبهم من السياح، وتم رصد 1070 ضحية محتملة للاتجار بالبشر".
بدورها، قالت هونتيفيروس، التي تقود التحقيق، إنه «تم حبس 44 فلبينية داخل مجمع مظلم، وتم إجبارهن على افتراش الأرض للنوم»، مضيفةً «يبدو أن ضباط الهجرة لدينا يرسلون نسائنا للعبودية».
وقبل ثلاثة أشهر، كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير منشور بتاريخ 25 يناير 2021، أن «مجموعة من النساء وجدن أنفسهن في مجمع مظلم وقذر، فور وصولهن من الفلبين إلى دبي، ليتم نقلهن بعد ذلك إلى دمشق».
ونقلت الصحيفة عن إحدى العاملات، وتدعى تاوغينغ (33 سنة): «طلبت عدم السفر إلى سوريا، ولكني صُفعت على وجهي وهددت بالقتل»، مشيرةً إلى أنه «غالباً ما يتم سجن الفلبينيات في منازل أصحاب العمل، ولكن استطاعت بعض العاملات الهرب إلى سفارة الفلبين في دمشق، حيث تقول إحداهن إنّ حوالى 35 امرأة تبحثن الآن عن مأوى، وهن غير قادرات على العودة إلى ديارهن».
كما نقلت الصحيفة عن فلورديليزا أريجولا (32 سنة)، عاملة تعيش في سوريا منذ 2018 قولها: «صفعني صاحب العمل ووضع رأسي في الحائط، واستطعت الهرب بعدما تخلف عن منحي راتبي لمدة تسعة أشهر، تسلق الجدار وذهبت إلى سفارة بلادي».
وقبل أسابيع كشف مصادر لموقع "رصيف22" عن وجود وكالة في منطقة المزة - شيخ سعد، تحت اسم "مكتب نبلاء الشام لاستقدام الخادمات من غير السوريات" ويبعُد عن السفارة الفلبينيّة في دمشق، الواقعة في منطقة المزة فيلات غربيّة، نحو أربعة كيلومترات.
ويبلغ عدد مكاتب استقدام العاملات المنزليات من غير السوريات في دمشق العشرين، و 177 عاملة منحن الموافقة الرسميّة لممارسة العمل في البلاد، وذلك حسب إحصائيّة وزارة الشؤون الاجتماعيّة والعمل، وفقاً لما ذكرته جريدة البعث الرسمية، كما يشار بجحسب الجريدة إلى أنه هناك عدداً من المكاتب التي تعمل من دون ترخيص رسمي، وأنّ عمولة المكاتب لاستقدام النساء الفلبينيات والاندونيسيات يبلغ 8000 دولار أمريكي.
المصدر: وكالات
شارك المقال: