Friday October 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مجدداً.. "إسرائيل" في "سوريا" !

مجدداً.. "إسرائيل" في "سوريا" !

 

دخول وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى مناطق الشمال الشرقي من سوريا، لم يعد مسألة معقدة بالنسبة لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يبدو إنها تتجه إلى علاقة كاملة ومعلنة مع حكومة الاحتلال، خاصة بعد الاجتماع الذي عقد في العاشر من الشهر الماضي، وجمع وزير الدفاع الإسرائيلي السابق "أفيغدور ليبرمان"، مع شخصيات قيادية من "قسد"، على رأسها القائد العام للميليشيا المدعو "مظلوم كوباني"، مع كل من "صالح مسلم - شاهوز حسن"، وبات من الواضح أن استمرارية الوجود على خارطة السياسة والميدان السوري بالنسبة لـ "قسد"، لا تحرم التعامل مع العدو، والمبرر الذي تسوقه بعض المصادر الكردية، هو أن كثير من أطياف المعارضة الخارجية سبقتها إلى ذلك.

القضية ليست في تقريرا لقناة إسرائيلية تبث بعدة لغات، انتج من داخل قرية "جينوار"، التي بنتها "قوات سوريا الديمقراطية"، بالقرب من مدينة "الدرباسية"، لتكون أول قرية مخصصة لسكن النساء فقط، في محاولة منها لجذب الانتباه إلى طبيعة تعاملها مع المرأة في مجتمع يتصف بالذكورية، وفكرة هذه القرية بحسب معلومات خاصة لـ "جريدتنا"، فقد قدمت من قبل ١٥ مؤسسة نسوية تتبع لـ "قسد"، في العام ٢٠١٥، وبدأ العمل في تنفيذها في العام ١٠٧، ليتم افتتاحها في تشرين الثاني من العام الماضي، وهي مجموعة من البيوت والمحال التجارية المبنية من الطين، وتحرسها مجموعة من النساء المنتسبات لميليشيا "الآسايش"، التي تعد بمثابة "الأمن العام"، في هيكلية الوحدات الكردية.

إن القضية الأساس، تكمن في ذهاب "قسد"، نحو علاقة معلنة وكاملة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالنسبة لقيادات "قوات سوريا الديمقراطية"، نمت برعاية أمريكية مباشرة، والاجتماع المذكور حمل في "ليبرمان"، وعوداً من حكومة "تل أبيب"، بالمال والدعم السياسي لـ "قسد"، مقابل إقامة علاقة سلمية ما بين "قسد"، و الحكومة التركية التي تسعى كل من الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل"، لإبعادها قدر الإمكان عن المعسكر الروسي، ووقف تنامي العلاقة العسكرية والاقتصادية ما بين "أنقرة - موسكو"، وذلك لأسباب تتعلق بطبيعية إن تركيا تشكل العمق الاستراتيجية لـ "حلف شمال الأطلسي"، في الشرق الأوسط، وتشير المصادر إلى أن العرض الإسرائيلي لم يلق القبول وحسب، بل ذهبت "قسد"، بالفعل نحو البدء بمصالحة مع "المجلس الوطني الكردي"، الموالي لـ "أنقرة"، من خلال مجموعة من "ولائم الغداء"، المتبادلة ما بين قيادات "قسد"، وقيادات "حزب يكيتي"، الذي يعد واحداً من المكونات الأساسية لـ "المجلس الوطني الكردي"، والأخير جزء من الائتلاف المعارض الذي يتخذ من تركيا مقراً أساسياً له.

خيار "قسد"، بالموافقة على العروض الإسرائيلية، جاء بعد محاولة فاشلة من "حزب العمال الكردستاني"، لتفكيك المجلس الوطني من خلال شراء مواقف سياسية لصالحه من قبل قيادات "حزب يكيتي"، وكانت "جريدتنا"، قد نشرت تقريراً مفصلا عن اجتماع عقد في ١٠ نيسان، ما بين قيادات من حزب العمال الكردستاني العراقيين، وقيادات من حزب "يكيتي"، في قرية "تل الشعير"، قدم به "الكردستاني"، مبلغ ٢ مليون دولار أمريكي لتمويل عمليات انشقاق داخل الحزب، ومن ثم انشقاق الحزب كاملاً عن المجلس الوطني الكردي، حينها كان الأمر أشبه بالمستحيل، لكون "يكيتي"، مرتبط بشكل وثيق بحكومة إقليم شمال العراق، والحكومة التركية، ومن الصعب جداً الذهاب به نحو مثل هذا الخرق، ويبدو إن خيار "التعاون"، مع الخصوم من الأكراد بات إجباريا، وإن كان بطلب من تسميهم قيادات "قسد"، بـ "الدول الكبرى"، فإن ذلك يبرر أمام الشارع الكردي أي فعل استدارة في العلاقة من قبلها باتجاه الخصوم الذين سجل أكثر من اشتباك عسكري معهم في وقت سابق.

تؤكد "قسد"، مرة جديدة على خروجها من دائرة العمل الوطني السوري الذي تزعمه، فتجاوز الخطوط الحمراء من خلال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، يعد من جرائم الخيانة العظمى وفقاً للقوانين السورية، ناهيك عن تبعيتها المطلقة لقوات الاحتلال الأمريكي المتواجدة في الأراضي السورية بهدف سرقة مقدرات الدولة السورية من الطاقة والمحاصيل الزراعية، واللافت إن "قسد"، اختارت الحوار مع العدو الإسرائيلي ولم تختر الذهاب إلى حوار جاد مع الحكومة السورية بدون تأثير من قوات الاحتلال الأمريكي.. فعن أي مشروع وطني تتحدث قيادات "الكردستاني"..؟

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: