ماذا يعني افتتاح معبر «القائم».. ؟!
حبيب شحادة
افتتح أول من أمس، الاثنين، معبر "القائم البوكمال" بين سوريا والعراق بعد 5 سنوات من إغلاقه نتيجة سيطرة تنظيم "داعش" عام 2014 على مساحات واسعة من الحدود بين البلدين، إلا أنّه مع نهاية العام 2017 تمت عملية التحرير لمنطقة القائم من تنظيم "داعش".
كما تم تأجيل افتتاح المعبر لأكثر من مرة لأسباب لوجستية وفنية تتعلق بتأهيل المرافق والكهرباء وغيرها، وكذلك لأسباب سياسة تجلت بالضغوط الأمريكية على الجانب العراقي لثنيه عن إعادة تفعيل المعبر مع سوريا بحجة تواجد قوات إيرانية في منطقة المعبر ومن بين الأسباب الأخرى التي أجلت افتتاح المعبر قصف طيران "مجهول" للمعبر في البوكمال السورية.
وبالمنطق السياسي والاقتصادي ليس المهم فتح المعبر فقط، وإنّما الغاية تتجلى في حجم التبادل التجاري بين بلديه، والذي قُدر قبل العام 2011 بـ 3.5 مليار دولار من جهة، إضافة لربطه بين عدة دول، وفتح طرق برية دولية تربط بغداد بدمشق وبيروت وتمنع قطع طريق "طهران دمشق" لجهة ثانية، وثالثة لما يشكل فتح المعبر من إعادة رسم للخرائط الجغرافية في المنطقة.
كما بلغ حجم التبادل التجاري بين سوريا والعراق حوالي 2 مليار دولار خلال العام الماضي.
وإعادة فتح المعبر ستشكل نقطة تحول مهمة لتعزيز حجم التبادل التجاري وإتاحة المزيد من فرص العمل والحد من البطالة في المناطق القريبة من معبر القائم وفقاً لتصريحات المسؤولين العراقيين.
من جهته، كشف نائب رئيس البرلمان العراقي "حسن كريم الكعبي" أنّ "بغداد" تخطط لمد خطوط أنابيب للنفط والغاز عبر "سوريا" إلى "ميناء طرابلس" اللبناني على البحر المتوسط.
هذه الخطوة إن حصلت ستكون تطوراً نوعياً في حركة التجارة لا تقتصر على "سوريا" و"العراق" بل تمتد إلى "لبنان" ودول الخليج من خلال إعادة فتح شرايين التجارة البرية المغلقة منذ أكثر من 8 سنوات.
في حين يرى مراقبون عراقيون أنّ قرار افتتاح المعبر سياسي ولا يستند إلى ترتيبات فنية كافية، وأنّه لا يزال موقعاً خطيراً بالنسبة لمرور الشاحنات بسبب قربه من مناطق تشهد مواجهات عسكرية في الجانب السوري، رغم تأكيد بغداد ودمشق أنّ الترتيبات الفنية وصلت إلى مراحل متقدمة.
بدوره، يرى الدكتور "عقيل محفوض"، مُدرّس في جامعة دمشق، «أنّ أكثر ما أمكن لسوريا والعراق أن تتبادلاه خلال عدة عقود هو: "العنف" و"الإرهاب". والمفترض عدم المبالغة في شأن افتتاح المعبر، لئلا يعقب ذلك خيبة إغلاق قريب أو وشيك"، وأنّ الحديث عن "وصل جغرافي" بين دمشق وبغداد، غالباً ما ينتهي إلى المزيد من القطيعة». وفقاً لمنشور له على الفيس بوك.
تبقى الجغرافيا السياسة عامل حاكم لتوجهات الدول، لذلك لابد من إعادة رسم خرائط الجغرافية السورية بما يعزز الموقع الاستراتيجي، ويكسر حالة الحصار الاقتصادي المفروض، خصوصاً بعد اندحار تنظيم داعش وسيطرة الدولة على عشرة منافذ حدودية من أصل تسعة عشر.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: