ماذا تضمنت وثيقة «بيدرسن» بشأن الدستور السوري؟!

على مايبدو أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن يستغل الاهتمام الروسي بشأن عقد الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، حيث قدم مسودة اتفاق بين رئيسي وفدي الحكومة أحمد الكزبري و«هيئة التفاوض» المعارضة هادي البحرة لضمان حصول اختراق في «الدستورية».
ومن المتوقع أن يكون هناك ثلاث مسارات سياسية، أولاً، تمسك دمشق بإجراء الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نهاية أيار المقبل.
ثانياً، الضغط الروسي لعقد جلسة جديدة للجنة الدستورية للقول بأن «العملية السياسية تسير رغم البطء فيه» ولإعطاء «شرعنة للانتخابات الرئاسية» وتأكيد أنه لا ربط بين الإصلاح الدستوري للوصول إلى وثيقة جديدة والانتخابات الرئاسية التي تجرى بموجب الدستور القائم للعام 2012.
ثالثاً، المفاوضات التي يقودها بيدرسن مع الكزبري والبحرة لعقد الجولة السادسة من «الدستورية»، حيث قال المبعوث الأممي إنه «لن يدعو إلى جولة جديدة ما لم يكن هناك اتفاق خطي بين الطرفين لعمل اللجنة».
وكان الكزبري رفض في الجولات السابقة لـ«الدستورية» الخوض في «صوغ» الدستور قبل الاتفاق على «المحددات الوطنية» وتتضمن رفض «الاحتلالين» الأمريكي والتركي و«رفض الإرهاب» والتمسك بـ«وحدة سوريا وسيادتها».
لكن بعد الضغوط الروسية، وافق الكزبري على «مناقشة المبادئ الدستورية» قبل «صوغ» الدستور.
وفي شباط الماضي، وافق الكزبري على إرسال ورقة عاجلة تتضمن مقترحات لـ«آلية عمل» اللجنة الدستورية، رد عليها البحرة بورقة تفصيلية مقابلة، عاد الكزبري وقابلها بمقترحات خطية.
وبحسب مسؤول غربي، المفاجاة كانت في ورقة الكزبري هي تمسكه بمخاطبة وفد «هيئة التفاوض» بـ«الوفد الآخر»، بما يختلف عن التفاهم الأخير بين بيدرسن ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي تضمن تمسك المبعوث الأممي بضرورة التزام «اتفاق معايير وآليات عمل اللجنة الدستورية» الذي تم التوصل إليه في تشرين الأول 2019.
وأمام إصرار الكزبري على رفض مخاطبة «وفد هيئة التفاوض» والتمسك بآليات عمل اقترحها، حاول بيدرسن الإفادة من الاهتمام الروسي وسط غياب أمريكي للدفع إلى الوصول إلى «اتفاق خطي»، حيث بعث أول من أمس مسودة اتفاق إلى الكزبري والبحرة، حيث حصلت صحيفة الشرق الأوسط على نسختيها الإنجليزية والعربية.
وعنونت النسخة الإنجليزية بـ«مقترح لمنهجية العمل» لعمل المجموعة المصغرة في الجولة السادسة للجنة الدستورية، حيث ذكر بيدرسن الطرفين بأن اللجنة «تأسست ودعمت بالاتفاق بين حكومة الجمهورية العربية السورية وهيئة التفاوض السورية، بتسهيل من الأمم المتحدة حول مرجعية العمل وقواعد الإجراءات، بحيث تعمل اللجنة بموجب ذلك الأمر الذي جرى التأكد عليه في اتفاق قواعد السلوك».
واقترح بيدرسن خطة للعمل في الجولة المقبلة، حيث تضمنت خمس نقاط، بحيث «يقوم الوفد المرشح من قبل الحكومة والوفد المرشح من هيئة التفاوض بتقديم المقترحات كتابة إلى مكتب المبعوث الخاص في شكل نصوص مقترحة لمبادئ دستورية أساسية لتضمينها في مشروع الدستور على أن يتم في كل اجتماع من الاجتماعات خلال الأيام الأربعة للجولة السادسة تناول مبدأ واحد على الأقل من المبادئ الدستورية الأساسية واستنفاد النقاش حوله».
وتضمنت المادة الثالثة من مسودة الاتفاق، اختبار «الهيئة المصغرة» التي تضم 45 عضواً من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، إمكانية حصول «اتفاق حول المبدأ الدستوري ومناقشة تعديلات عليه».
أما النقطة الخامسة، والتي تتعلق بالاتفاق على اجتماعات ثلاثية دورية بين بيدرسن والكزبري والبحرة، بحيث يجتمعون عشية انعقاد الجولة السادسة وخلال أيام إجرائها لـ«تعزيز توافق الآراء وضمان حسن سير عمل اللجنة».
يذكر أن روسيا كانت قد وعدت الأمم المتحدة بضمان الاتفاق على حصول اجتماعات دورية بين رئيسي الوفدين لـ«ضمان استمرار عمل اللجنة الدستورية».
المصدر: مواقع
شارك المقال: