"مار نصر الله صفير" .. لبنان تودّع أحد شهود عصرها الحديث

 

 

بعد أن أنهكت الحرب الأهلية اللبنانيين بمرور قرابة الـ 14 عاماً، خرج "ممثلو الطوائف" ليباركوا "اتفاق الطائف" الذي شكّل رمزاً لنهاية الحرب، حينها أضفى "مار نصرالله صفير" على الاتفاق الشرعية المسيحية، وفرض السوريون وجودهم وفقاً للاتفاق، لكنّه تحول فيما بعد إلى صف المطالبين بالانسحاب السوري ..

لم يغب رجل الدين "الماروني" عن المشهد السياسي في بلد الأرز، فكان له مسيرة طويلة ومؤثرة، وقد أدى انسجام مواقفه مع بعض طروحات "تحالف 14 آذار" إلى مقاطعة من القوى المسيحية الأخرى لبكركي وذلك لما اعتبروه انحيازاً منه ضدهم .. 

قال في إحدى تصريحاته الصحفية "إن المفاوضات مع إسرائيل ستثمر في خروجها من مزارع شبعا"، كما اعتبر أن اتفاقية "سايكس بيكو" منحت لبنان الاستقلال عن تركيا ..  

وفي عام 1989 عاش مار نصرالله صفير مشهداً وُصف بـ "الهستيري"، حين تعرّض لهجوم من قبل بعض المتظاهرين الموارنة الموالين لميشيل عون والرافضين لتسمية رينيه معوض رئيساً للبلاد آنذاك، فطلب أحد المتظاهرين منه تقبيل صورة عون المرفوعة فوق رأسه وتبعه كثيرون يقولون:"بوس الصورة، بوس الصورة"، لكنّه رفض ذلك بشدة .. 

وبعد عمر مديد ناهز الـ 99 توفي البطريرك الماروني ونعاه رئيس الجمهورية الحالي للبنان العماد ميشيل عون بالقول: "ستفتقده الساحة الوطنية رجلاً صلباً في دفاعه عن سيادة لبنان واستقلاله وكرامة شعبه".

 

المصدر: خاص