Monday November 25, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ما هو عالم «ميتافيرس» الذي يريد السيد «مارك» أخذك إليه؟

ما هو عالم «ميتافيرس» الذي يريد السيد «مارك» أخذك إليه؟

أغمض عينيك.. تخيّل أنك في عالم آخر وأنت في مكانك.

لا لا.. لا داعي لأن تغمض عينيك.

هل تريد أن تحضر مباراة كرة قدم لا تستطيع الذهاب إلى مكان انعقادها؟ أن تجلس على مدرجات الملعب وأنت في منزلك؟!.

فقط ارتدي هذه النظارة.. وستصبح بطرفة عين على مدرجات الملعب.. ستكون كافة الأحداث حية.. عالم افتراضي متكامل، لا ينفصل عن واقعك الذي تعيشه.

لنفرض جدلاً أنك تسكن في حي المزة الدمشقي، وتريد أن تتمشى قليلاً مع صديق لك، مغترب في ألمانيا، يسير في أحد شوارع برلين.. ارتدي النظارات وتمشّى مع صديقك في شوارع برلين وأنت في منزلك!.

هذا هو عالم «ميتافيرس» الذي يريد السيد «مارك» أخذك إليه.

بيئة افتراضية رقمية، تسمح لك بالتواجد داخل شبكة الإنترنت نفسها بدلاً من مجر النظر إليها فقط.. ويمكنك التواجد فيها مع أناس آخرين.

باختصار هي «إنترنت مجسّد»!.

«الميتافيرس» تقنية جديدة تعمل عليها الشركات الرائد في مجال التكنولوجيا مثل Microsoft وNVIDIA و Epic Games.. وشركة مارك Meta، والتي كان سابقاً اسمها «فيسبوك»، ويريد مارك إدخال هذه التقنية على كل تطبيقاته مثل «فيسبوك» و«إنستغرام» وغيرهم.

لكن.. لماذا غيرت «فيسبوك» اسمها إلى «ميتا»؟.

هل أدرك مارك أن «فيسبوك» أصبح مملاً؟.

أم لأن صورة «فيسبوك» أصبحت مرتبطة بالفضائح التي تنهال على مارك وشركته؟.

مثل فضيحة سرّية البيانات التي ظهرت عام 2018، وفضيحة «فرانسيس هوغن» قبل شهر!.

«فرانسيس هوغن» عالمة بيانات ومهندسة برمجيات أمريكية ومديرة إنتاج كشفت عشرات الآلاف من وثائق فيسبوك الداخلية.

الوثائق توصل لنتيجة تهدد سمعة الشركة: وهي أنه «كلما تعارضت مصالح فيسبوك مع مصالح المستخدمين يلجأ فيسبوك إلى تغيير خوارزمياته لترجيح مصلحته لتحقيق أرباح هائلة».

فرانسيس كشفت وثائق لـ قسم الأبحاث الداخلي في الشركة فيسبوك، وهو قسم يدرس مستخدمي فيسبوك والمنصات التابعة لها.. أي يدرسون ما يرغب به المستخدمون ومايكرهونه، مايتفاعلون معه وما يرفضون التفاعل معه.

أي من الآخر هذا القسم الأهم في الشركة الذي يقيس ويقدم لها درجة تأثيرها على مئات ملايين المستخدمين!.

ماكشفته هوغن يدين فيسبوك والمنصات التابعة لها بـ الكذب والتلاعب بالمستخدمين.

فيسبوك حسب هذه الوثائق تساعد في انتشار الإرهاب والمخدرات وتساعد أيضاً في عمليات التطهير العرقي!.. بالإضافة لتهم أخرى غير أخلاقية.

الكونغرس الأمريكي اطلع على هذه الوثائق والبرلمان البريطاني و17 مؤسسة إعلامية.. هذه فضيحة كبيرة.

المؤسسات الإعلامية سلطوا الضوء على الفضائح الموجودة داخل الوثائق.

إحدى الفضائح تقول: إن فيسبوك يعفي المستخدمين البارزين من قوانين النشر، حتى لو كانت منشوراتهم خطراً على المجتمع، بقصد إحداث تفاعل، وبالتالي الربح مقدماً على السلامة العامة!.

أبحاث فيسبوك المسربة تكشف أن منصاته تعمل على تنمية الفكر المتطرف للمستخدمين.

مثلاً: فيسبوك يدرس تفضيلات المستخدم، ثم يبدأ بتغذية فكره بما يحب ويحجب أنه أي رأي مختلف.. حين يتجمع المستخدمون على خطاب عنفي يبدأ فيسبوك بالضخ في مجال اهتمام هؤلاء، ومع الوقت يعتاد المستخدم على رؤية العنف والتطرف ويراه شيئاً اعتيادياً، فيتحول من إنسان وسطي يقبل الرأي والرأي الآخر إلى إنسان يعيش في عالم افتراضي لايوجد فيه سوى خطاب أحادي متطرف.

تسريبات هوغن أحدثت هزة داخل فيسبوك، لقد انخفضت القيمة السوقية للشركة بمقدار 6 مليار دولار في غضون 24 ساعة من مقابلة هوغن مع برنامج «60 دقيقة» الأمريكي.

المسألة أكثر من فضيحة!

إنستغرام، وهو أحد منصات الشركة، يؤثر سلباً على المستخدمين الصغار. 

حسب هوغن 13 % من المراهقات تراودهم أفكار انتحارية.

وشركة مارك تحتاج إلى تحسين صورتها أمام المستخدمين الصغار والشباب.

فبحسب الوثائق فقد فيسبوك جاذبيته لدى المستخدمين الشباب، ويخسر عدداً كبيراً من المستخدمين تحت سن 30 سنة.. وهو يحاول استعادة السوق.

وقد يكون ذلك مبرر لتغيير العلامة التجارية وربطها بـ«ميتا فيرس»، والتي سيكون هدفها استقطاب الشباب والمراهقين والأطفال بشكل أساسي.

أكثر من ذلك.. تغير اسم الشركة على اسم تكنولوجيا دعاية مجانية للتكنولوجيا الجديدة، وتضمن استمرارية على الأقل من 5 – 10 سنوات وذلك لأن تكنولوجيا «ميتا فيرس» هي التي ستكون سائدة من 5-10 سنوات.

«ميتا» والتي كانت «فيسبوك» سابقاً، تملك قاعدة أكبر مستخدمين في العالم تتخطى حاجز 3.5 مليار مستخدم.. لن يعدم مارك وسيلة للحفاظ عليهم.. وتكنولوجيا «ميتافيرس» هي الحل.. وهي المستقبل!

https://www.facebook.com/QstreetJournal/videos/275360084535864

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: